facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بين تفوق إسرائيل وصمت العرب… من يحمي الأمة؟


د. حمزة الشيخ حسين
11-09-2025 04:03 PM

في زمنٍ تتبدّل فيه موازين القوى بسرعة خاطفة، يقف العالم العربي أمام سؤال مصيري: من يحمي الأمة في ظل تفوق إسرائيلي عسكري واستخباراتي غير مسبوق، وصمت عربي يقترب من العجز؟

إسرائيل اليوم لم تعد مجرد قوة إقليمية، بل صارت تُسوَّق كقوة عابرة للقارات، قادرة على ضرب أهداف بعيدة بدقة مذهلة. بينما تبقى العواصم العربية، من دمشق إلى عمّان، ومن بيروت إلى القاهرة، عرضة لاحتمالات الاجتياح أو القصف المدمّر.

السيناريو الأخطر يتمثل في اجتياح الشام، وهو الإقليم الذي شكّل عبر التاريخ خط الدفاع الأول عن العرب. فهل تستطيع الدول العربية ذات الجوار المباشر أن تقدم المدد الفوري لإنقاذ العواصم من السقوط؟ الواقع يكشف ضعف التنسيق العسكري، وتشتت القرار السياسي، ما يجعل أي مواجهة فردية مغامرة محفوفة بالثمن الباهظ.

أما مصر، قلب الأمة، فإن تعرضت لقصف جوي مكثف يدمّر سدودها المائية ومحطاتها الكهربائية، فإن الكارثة لن تبقى داخل حدودها، بل ستغرق الشرق الأوسط بأسره في العطش والظلام. عندها، من يتقدّم لإنقاذها؟ بعض الدول قد تمد يد العون بالوقود أو بالمياه، لكن غياب مشروع دفاع عربي موحد يجعل الدعم متأخراً، والنتائج كارثية.

ويبقى السؤال الأعمق: أين الجيوش العربية التي أنفقت مئات المليارات على السلاح؟ وأين التحالفات التي لطالما بُشِّر بها الشارع؟ الحقيقة أن إسرائيل تحظى بدعم استراتيجي غربي مطلق، فيما تظل الأمة العربية بلا مظلة أمنية مشتركة، تكتفي بالتصريحات والبيانات في مواجهة جيش يملك القدرة على فرض المعادلات بالقوة.

إن ما تحتاجه المنطقة اليوم ليس شعارات ولا خطب حماسية، بل إرادة سياسية لصياغة مشروع أمن قومي عربي مشترك، يعيد الاعتبار لمعنى الردع، ويرسم خطة واضحة للتكامل الدفاعي. فالتاريخ لا يرحم، والشعوب لا تغفر، والواقع يقول: أمة لا تحمي نفسها، لن يحميها أحد..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :