بين تفوق إسرائيل وصمت العرب… من يحمي الأمة؟
د. حمزة الشيخ حسين
11-09-2025 04:03 PM
في زمنٍ تتبدّل فيه موازين القوى بسرعة خاطفة، يقف العالم العربي أمام سؤال مصيري: من يحمي الأمة في ظل تفوق إسرائيلي عسكري واستخباراتي غير مسبوق، وصمت عربي يقترب من العجز؟
إسرائيل اليوم لم تعد مجرد قوة إقليمية، بل صارت تُسوَّق كقوة عابرة للقارات، قادرة على ضرب أهداف بعيدة بدقة مذهلة. بينما تبقى العواصم العربية، من دمشق إلى عمّان، ومن بيروت إلى القاهرة، عرضة لاحتمالات الاجتياح أو القصف المدمّر.
السيناريو الأخطر يتمثل في اجتياح الشام، وهو الإقليم الذي شكّل عبر التاريخ خط الدفاع الأول عن العرب. فهل تستطيع الدول العربية ذات الجوار المباشر أن تقدم المدد الفوري لإنقاذ العواصم من السقوط؟ الواقع يكشف ضعف التنسيق العسكري، وتشتت القرار السياسي، ما يجعل أي مواجهة فردية مغامرة محفوفة بالثمن الباهظ.
أما مصر، قلب الأمة، فإن تعرضت لقصف جوي مكثف يدمّر سدودها المائية ومحطاتها الكهربائية، فإن الكارثة لن تبقى داخل حدودها، بل ستغرق الشرق الأوسط بأسره في العطش والظلام. عندها، من يتقدّم لإنقاذها؟ بعض الدول قد تمد يد العون بالوقود أو بالمياه، لكن غياب مشروع دفاع عربي موحد يجعل الدعم متأخراً، والنتائج كارثية.
ويبقى السؤال الأعمق: أين الجيوش العربية التي أنفقت مئات المليارات على السلاح؟ وأين التحالفات التي لطالما بُشِّر بها الشارع؟ الحقيقة أن إسرائيل تحظى بدعم استراتيجي غربي مطلق، فيما تظل الأمة العربية بلا مظلة أمنية مشتركة، تكتفي بالتصريحات والبيانات في مواجهة جيش يملك القدرة على فرض المعادلات بالقوة.
إن ما تحتاجه المنطقة اليوم ليس شعارات ولا خطب حماسية، بل إرادة سياسية لصياغة مشروع أمن قومي عربي مشترك، يعيد الاعتبار لمعنى الردع، ويرسم خطة واضحة للتكامل الدفاعي. فالتاريخ لا يرحم، والشعوب لا تغفر، والواقع يقول: أمة لا تحمي نفسها، لن يحميها أحد..