جوهرة السماء… حين ترحل الأم
د. حمزة الشيخ حسين
13-09-2025 01:06 PM
لا شيء في هذه الدنيا يعادل رؤية الأم وهي تستقبلك عند عتبة منزلها، بابتسامتها التي تختصر الكون، وبقلبها الذي يسع العالم كله. الأم ليست مجرد كلمة، بل هي حياة كاملة، هي الوطن والملاذ والأمان.
لقد كانت والدتي بالنسبة لي أكثر من أم؛ كانت أبًا وأخًا وصديقًا، كانت سندي في ضعفي، وضيائي في عتمتي. كانت جوهرة السماء التي تزين حياتي وتمنحها معنى.
أحلى ما في الحياة أن تراها تأكل ما تريد وتطلب منك ما تشتهي، فالقلب حين يتعلق بقلب أمه يعرف تمامًا كيف يسعدها ويُسرّها. تلك اللحظات البسيطة هي جوهر السعادة، وهي الصورة الحقيقية للحياة. فالحياة هي الأم التي تعيش مطمئنة بوجود أبنائها من حولها، كما كنا معها دائمًا.
قبل رحيلها بعشرين يومًا، انكسرت شجرة عند باب منزلي من تلقاء نفسها، وكأنها استشعرت الحزن القادم. ويوم خروجها الأخير إلى المستشفى، انكسرت شجرة أخرى عند منزلها، في مشهدٍ مؤلم بدا وكأن الطبيعة تبكي معها وترثي رحيلها.
كم يحمي الله البار بوالدته… فالأم زهرة حياة، إذا رحلت ذبل كل شيء من حولنا. رحيلها يترك فراغًا لا يملأه أحد، وجرحًا لا يندمل مهما مرّ الزمان.
الأم باختصار هي الحياة، ومن فقدها يعرف تمامًا معنى أن يفقد قلبه وطمأنينته وسنده الحقيقي..