ملتقى إربد الثقافي وملتقى المرأة يستضيفان الدكتور حجازي
15-09-2025 12:24 PM
عمون - نظم ملتقى إربد الثقافي وملتقى المرأة للعمل الثقافي، مساء أمس، لقاءً حوارياً في مدينة إربد حول المشهد الثقافي فيها. تحدث في اللقاء الدكتور هيثم علي حجازي، عضو مبادرة دعم إربد وأستاذ الإدارة في جامعة جرش، وأدار الجلسة رئيس الملتقى الدكتور خالد تيسير الشرايري.
استهل الدكتور هيثم حجازي حديثه عن مدينة إربد، مسقط رأسه، التي حملت على كتفيها المعرفة قبل آلاف السنين، واحتضنت نخبة من الشعراء والمفكرين والفنانين، وهي تشكل ذاكرة الشمال. كما أنها أنجبت قيادات فكرية وسياسية ووطنية أمثال "عرار" ومحمد أبو غنيمة وسامح حجازي، وأدباء ومفكرين كُثر. وتطرق إلى تأسيس جامعة اليرموك في سبعينيات القرن الماضي، مستعرضاً في ورقته دور الجامعة منذ تأسيسها، حيث أضافت شيئاً جديداً إلى تاريخ المدينة الثقافي، فبوجود كلية الآداب وغيرها، أصبحت الجامعة حاضنة للعلم والأدب والفنون، ومنبراً لمهرجانات شعرية ومسرحية جمعت عدداً كبيراً من أبناء المدينة ومثقفين من الخارج.
وعن المشهد الثقافي في مدينة إربد، تحدث الدكتور هيثم حجازي عن واقع ثقافي متشابك، فيه إنجازات تستحق الاهتمام والوقوف عندها، وهناك تحديات لا يمكن إغفالها. وأشار إلى النجاح الذي حققته هيئات المجتمع المدني والحكومي في استضافة كبرى الفعاليات التي جعلت من إربد فضاءً للنقاش والبحث لتواصل مشروعها التنويري. واستعرض حجازي أن اختيار إربد عاصمة للثقافة العربية عام 2022 لم يأتِ من فراغ.
وعن التحديات التي تواجه الحركة الثقافية في إربد، أكد حجازي أن "ضعف التمويل والدعم، ومحدودية البنية التحتية لإقامة الفعاليات الثقافية ومنها المسرح والغناء، تعتبر عائقاً كبيراً لعدم وجود مهرجان سنوي للمدينة كما هو الحال في مهرجان جرش والفحيص". كما أشار حجازي إلى أن العالم يعيش ثورة رقمية غير مسبوقة، حيث صار النشر الإلكتروني ومقاطع الفيديو منصات أساسية لتقديم الثقافة ونشر الإبداع، غير أن معظم المؤسسات الثقافية في إربد لم تواكب هذا التحول. وأشاد بدور الشباب الذين يحاولون استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لنشر منتجهم الأدبي.
ومن التحديات التي تواجه المشهد الثقافي أيضاً، ضعف وغياب التخطيط الاستراتيجي الثقافي طويل المدى، والسماح بإنشاء جمعيات ومنتديات ثقافية متعددة، ما أدى إلى تراجع ملموس في المشهد الثقافي، كما أن عدم التنسيق في الفعاليات ساهم في تشتيت الفعل الثقافي. وأكد على أهمية تكاتف الجهود للعمل بمنهجية صحيحة لخدمة المثقف والثقافة.
وفي نهاية الحوارية، دار نقاش موسع من الحضور، استعرض فيه المشاركون ضرورة العمل بجدية والحفاظ على الموروث التاريخي والثقافي للمدينة، وعدم تدخل المزاجية، وإشراف أصحاب الاختصاص لضمان مخرجات تخدم الفعل الثقافي. وأكدوا أن هذا يقع على عاتق مؤسسات المدينة الحكومية مثل البلدية ووزارة الثقافة، ورجال الأعمال في دعم المواهب وتوفير كافة الوسائل للمبدعين. وفي نهاية اللقاء، كرم الدكتور خالد الشرايري والسيدة فايزة الزعبي المحاضر بدرع الملتقى بحضور نخبة من المهتمين بالشأن الثقافي.