الملك في قمة الدوحة .. نصرة لقضايا الأمة
أحمد الحوراني
15-09-2025 04:46 PM
يتقدم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين قادة الأمة كلما ادلهمت عليها الخطوب واتسعت دائرة التحديات التي تواجهها والتي تطفو على السطح في هذه الآونة من تاريخ الأمتين العربية والإسلامية أكثر من أي وقت مضى، واليوم إذ يشارك جلالته في أعمال القمة العربية الإسلامية الطائرة التي دع إليها قطر الشقيقة لبحث تداعيات الهجوم الإسرائيلي الغاشم عليها، فإن ما ورد في كلمة جلالته إنما يجب أن يأخذ به المجتمع الدولي على محمل الجدّ تفاديًا للعواقب الوخيمة والنتائج الكارثية التي ستطال المنطقة العربية برمّتها حال استمرت حكومة اليمين الإسرائيلي بالاعتداء على الدول العربية دون مراعاة لاعتبارات المواثيق والمعاهدات والأعراف الدولية التي تدين وترفض اعتداء دولة على سيادة وأراضي دولة أخرى رفضًا قاطعًا.
مضامين كلمة جلالة الملك جميعها على ذات القدر من الأهمية والمكانة والمحتوى إذا ما نظرنا إلى دقة وصف جلالته وتحليله العميق لأبعاد ونتائج الاعتداء الاسرائيلي الصلف على دولة قطر، ولعل هذا الصوت العربي الهاشمي كان دائمًا هو القاسم المشترك وديدن جلالته في إعادة التأكيد على وقوف الأردن بكل امكانياته وطاقاته إلى جانب هذه الدولة العربية الشقيقة كما كان ذلك هو مبدأ المملكة الأردنية الهاشمية الرافض بالمساس بأية شبر من أي دولة عربية وفي ذلك يقول جلالته في خطاب سابق له (وسيستمر الأردن في دعم مؤسسات العمل العربي المشترك، من أجل توحيد جهود الأمة وموقفها، تجاه قضاياها المصيرية، وحشد طاقاتها في إطار من التعاون والتكامل، من أجل مستقبل أفضل لأجيالها القادمة).
الملك في قطر كما كان قبلها في الرياض وفي المنامة وفي القاهرة وفي الرباط وفي الكويت وفي عُمان، وكلّ ذلك كان من أجل كرامة الأمة ونُصرة العرب ودفع الأذى والضرر عنها، وفي هذا المقام لا بد من الإضاءة مجددًا على مجمل الجهود السياسية والدبلوماسية المكثفة التي قام وما زال جلالة الملك يقوم بها في إطار تحركاته العربية والعالمية حاملًا همّ الأمة وقضاياها على عاقته ومُحذّرًا من تداعيات التعنت الاسرائيلي في تقويض جميع الجهود الرامية الى تحقيق السلام، والملك لم يترك مؤتمرًا ولا قمة ولا اجتماعًا إلا وكان حريصًا على استثماره بالوجهة الأمثل وتسخيره لإسماع العالم صوت الأردن الجريئ في وضوحه ومكاشفته وفي تحميله نتائج تصرفات اليمين الاسرائيلي على العالم أجمع، وفي الذاكرة حراك سياسي واسع النطاق التقى به الملك قادة ورؤساء دول ومنظمات وزار برلمانات أوربية واجتمع إلى مفكرين وساسة ورجال إعلام ورجال دين مسلمين ومسيحيين شارحًا وجهة نظر الأردن الداعي دومًا الى تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته وكف يد اسرائيل عن المضي في اعتداءاتها السافرة على الدول العربية دون أن يغيب عن الذهن حضور الملف الفلسطيني وحرب غزة عن أي نقاش أوخطاب القاه الملك في منابر العالم أجمع، مستذكرين في هذا الصدد أن جلالته كان أكثر من حذّر من تاعيات الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي، وفي القدس والضفة الغربية نتيجة الاعتداءات المستمرة على الأهالي فيهما.