الاستثمار في الذهب: بين المميزات والعيوب وهل الوقت مناسب للشراء؟
15-09-2025 11:02 PM
عمون - لطالما كان الذهب ملاذًا آمنًا للمستثمرين في أوقات الأزمات والاضطرابات الاقتصادية. ومع ارتفاع أسعار تداولات الذهب اليوم إلى مستويات قياسية عالمية، يعود السؤال من جديد: هل الاستثمار في الذهب اليوم خطوة ذكية، أم أن المخاطر تفوق العوائد؟ في هذا المقال نستعرض مميزات وعيوب الاستثمار في الذهب ونناقش توقيت الشراء الحالي.
أولاً: مميزات الاستثمار في الذهب
- ملاذ آمن ضد الأزمات
- الذهب يحتفظ بقيمته حتى في أشد الأوقات تقلبًا.
- خلال الحروب أو الأزمات الاقتصادية والمالية، يهرب المستثمرون إلى الذهب باعتباره أصلًا مستقرًا.
- التحوط ضد التضخم
- عندما ترتفع معدلات التضخم، تتآكل القوة الشرائية للعملات.
- الذهب على العكس، غالبًا ما يحافظ على قيمته أو يرتفع، ما يجعله أداة ممتازة لحماية المدخرات.
- سهولة السيولة
- الذهب من الأصول التي يمكن تحويلها إلى نقد بسرعة، سواء عبر بيعه في الأسواق أو عبر البنوك والصاغة.
- تنويع المحفظة الاستثمارية
- إدخال الذهب ضمن المحفظة الاستثمارية يقلل من المخاطر، لأنه غالبًا يتحرك عكس الأسهم أو العملات.
- قيمة عالمية
- الذهب معترف به في جميع أنحاء العالم كأصل ثمين، ولا يرتبط بعملة معينة أو اقتصاد محدد.
ثانيًا: عيوب ومخاطر الاستثمار في الذهب
- لا يدر دخلاً دوريًا
- بخلاف الأسهم (أرباح) أو العقارات (إيجارات)، الذهب لا يولد أي دخل منتظم، وإنما يعتمد فقط على فروق الأسعار.
- التقلبات السعرية
- رغم سمعته كملاذ آمن، إلا أن سعر الذهب يمكن أن يتعرض لتذبذبات حادة في المدى القصير، مما قد يسبب خسائر للمضاربين.
- تكاليف إضافية
- عند شراء الذهب الفعلي (سبائك أو مشغولات) قد يتحمل المستثمر تكاليف المصنعية والدمغة والضرائب، ما يقلل من الربحية عند البيع.
- مخاطر التخزين والأمان
- الذهب يحتاج إلى تخزين آمن (خزائن أو حسابات مصرفية)، ما يضيف تكاليف ومخاطر محتملة مثل السرقة أو الفقدان.
- تأثير السياسات النقدية والدولار
- الذهب يتأثر مباشرة بقوة الدولار الأميركي وبقرارات أسعار الفائدة. ارتفاع الفائدة مثلاً يجعل الذهب أقل جاذبية، لأنه لا يدر عائدًا.
ثالثًا: هل الوقت مناسب لشراء الذهب الآن؟
العوامل الداعمة للشراء
- توقعات خفض الفائدة الأميركية: أي تخفيض في أسعار الفائدة يزيد من جاذبية الذهب.
- التوترات الجيوسياسية العالمية: النزاعات السياسية والعسكرية تجعل الذهب خيارًا مفضلاً للتحوط.
- الطلب المتزايد من البنوك المركزية: العديد من البنوك المركزية، خاصة في الصين والهند وروسيا، تزيد احتياطياتها من الذهب.
العوامل المحذّرة
- ارتفاع الذهب لمستويات قياسية: الدخول عند قمة سعرية قد يكون محفوفًا بالمخاطر إذا تبعها تصحيح للأسعار.
- إمكانية قوة الدولار مؤقتًا: أي تحسن في الاقتصاد الأميركي قد يدعم الدولار ويضغط على أسعار الذهب.
- التقلبات قصيرة الأجل: رغم الاتجاه الصاعد على المدى الطويل، يمكن أن يشهد الذهب تصحيحات سريعة.
نصائح عملية للمستثمر
- تنويع الأدوات: يمكن شراء سبائك وجنيهات للادخار طويل الأجل، أو الاستثمار عبر صناديق ETFs للمستثمرين في الأسواق المالية.
- الشراء التدريجي: بدلًا من الدخول بمبلغ كبير دفعة واحدة، يُفضل الشراء على دفعات (Dollar-Cost Averaging) لتقليل المخاطر.
- تحديد نسبة مناسبة: لا يُنصح بوضع أكثر من 15-20٪ من المحفظة في الذهب، حفاظًا على التوازن.
- متابعة الأخبار العالمية: أي قرارات للفيدرالي الأميركي أو توترات سياسية قد تؤثر فورًا على الأسعار.
الذهب يظل أصلًا استراتيجيًا ومخزنًا للقيمة في مواجهة التضخم وعدم اليقين. لكن الاستثمار فيه ليس خاليًا من العيوب؛ فهو لا يولد دخلاً، وقد يكون متقلبًا على المدى القصير. في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية، يبدو أن الشراء التدريجي والمدروس هو الخيار الأنسب، مع اعتبار الذهب جزءًا من محفظة متنوعة وليس الاستثمار الوحيد.