facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إدارة الأزمة بوعي وحزم: خطاب الملك في مواجهة العدوان على قطر


لانا ارناؤوط
16-09-2025 11:28 AM

أمس كان خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني في الدوحة أشبه بصرخة قيادية في وجه الصمت الدولي، فقد اختار أن يكون صريحًا وحازمًا وهو يدين العدوان الإسرائيلي على قطر، واصفًا ما جرى بأنه خرق فاضح للقانون الدولي وتعدٍّ خطير على سيادة دولة عربية.

الخطاب لم يأتِ بلغة المجاملة الدبلوماسية المعتادة بل بلهجة تحمل رسائل مباشرة، تؤكد أن الأردن يرى في المساس بأمن قطر مساسًا بالأمن القومي العربي برمته، وأن ما يحدث لم يعد مجرد استفزاز أو تجاوز محدود بل تهديد يتخطى الحدود الفلسطينية ليطال المنطقة بأسرها.

في إدارة الأزمة ظهر الملك كقائد يريد أن يخرج الموقف العربي من دائرة البيانات الإنشائية إلى دائرة الفعل العملي، فقد شدد على أن الرد يجب أن يكون واضحًا وحاسمًا ورادعًا، وأن الخطوات العربية والإسلامية لا بد أن تُراجع لتصبح أكثر فاعلية في كبح التغول الإسرائيلي.

لم يكتفِ بالتضامن الكلامي بل دعا إلى توحيد الصفوف والعمل المشترك باعتباره السبيل الوحيد لمواجهة التهديدات المتصاعدة، وهو ما يعكس إيمانه بأن قوة الموقف لا تُقاس بحدة الكلمات بل بقدرة الدول على ترجمتها إلى إجراءات واقعية.

الخطاب أيضًا حمّل المجتمع الدولي جانبًا من المسؤولية، مذكّرًا بأن الصمت على مثل هذه الاعتداءات يعمّق الخطر ويُشجع على تكراره، وأن القانون الدولي الذي يُفترض أن يحمي السيادة والحقوق بات معطلاً أمام القوة الغاشمة. وفي الوقت نفسه حرص على ربط القضية الفلسطينية والاعتداءات الإسرائيلية على دول عربية بقيم إنسانية وأخلاقية تتجاوز الاعتبارات السياسية، ليؤكد أن ما يجري ليس مجرد نزاع بل معركة من أجل العدالة والحرية وصون الكرامة.

وفي جوهره، لم يكن خطاب الملك عبد الله الثاني مجرد موقف سياسي عابر، بل ممارسة عملية لإدارة أزمة إقليمية كبرى، إذ جمع بين قراءة دقيقة للواقع، وتقدير للمخاطر، وتوجيه واضح نحو آليات الاستجابة. فالخطاب حدد عناصر الأزمة بوضوح حين وصف الاعتداء الإسرائيلي على قطر بأنه انتهاك لسيادة دولة عربية وخرق للقانون الدولي، ثم انتقل إلى تقييم تداعياته الأمنية والسياسية على المنطقة بأكملها، قبل أن يطرح الحل المتمثل في توحيد الموقف العربي والإسلامي وتفعيل أدوات الردع والعمل الجماعي. وبهذا يكون الخطاب قد قدم نموذجًا في كيفية إدارة الأزمات على المستوى القيادي، حيث يجمع بين الحزم في الموقف والوضوح في التشخيص والقدرة على تحويل التحدي إلى فرصة لتعزيز التضامن والعمل المشترك.

هكذا كان موقف الملك عبد الله الثاني حازمًا وواضحًا، فيه دفاع عن قطر، وتأكيد على مركزية فلسطين، وتحذير من استباحة السيادة العربية، وفيه أيضًا دعوة إلى أن تكون هذه اللحظة مفصلية في الانتقال من ردود الفعل المتفرقة إلى موقف عربي موحد قادر على حماية المنطقة والوقوف بوجه الغطرسة الإسرائيلية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :