قلق أميركي بشأن تأثير روبوتات الذكاء الاصطناعي على عقول الشباب
16-09-2025 11:35 AM
عمون - عاد الجدل مجددًا حول تأثير التكنولوجيا على عقول الشباب، لكن هذه المرة لا يقتصر الأمر على عدد الإعجابات على إنستغرام أو سلاسل سناب شات، بل يمتد إلى روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي التي تتحول بسرعة إلى ما يشبه "الأصدقاء الرقميين".
لطالما أثارت وسائل التواصل الاجتماعي تساؤلات حول انعكاساتها على الأطفال وسلوكياتهم وحتى نومهم، وحاليًا يتركز اهتمام الجهات التنظيمية على الجيل الجديد من روبوتات الدردشة. فقد طلبت لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية (FTC) من شركات تكنولوجية كبرى، بينها جوجل (ألفابت) وأوبن إيه آي وميتا وسناب وxAI وكاركتر، تقديم بيانات تفصيلية عن كيفية استخدام الصغار لهذه الخدمات.
وتسعى اللجنة إلى معرفة مدى أمان هذه الروبوتات عندما تتصرف كأصدقاء، وما الإجراءات الموضوعة لحماية القُصّر، وكيف تُجمع بيانات المستخدمين أو تُشارك، وما إذا كانت الشركات تحقق أرباحًا عبر إبقاء الأطفال متفاعلين معها. من جانبها، أكدت أوبن إيه آي أنها تعمل على جعل شات جي بي تي مفيدًا وآمنًا للجميع، مشيرة إلى تعاونها الكامل مع اللجنة. كما رحبت سناب بتركيز التحقيق على جعل الذكاء الاصطناعي أكثر أمانًا، بينما لم تُدلِ ميتا وألفابت وxAI بتعليقات حتى الآن.
وتشير أبحاث حديثة إلى أن روبوتات الدردشة ووسائل التواصل الاجتماعي تمثل مزيجًا من الفوائد والمخاطر بالنسبة للأطفال. فمن ناحية، يمكنها أن تقدم دعمًا تعليميًا يعمل كمدرّس شخصي وتوفر إحساسًا بالرفقة، حيث يلجأ كثير من المراهقين إليها للدعم العاطفي والمساعدة الدراسية.
لكن على الجانب الآخر، تكمن المخاطر في احتمالية الاعتماد العاطفي المُفرِط على كيان غير بشري، مما قد يُعيق تطوير المهارات الاجتماعية والتفكير النقدي في العالم الحقيقي. كما أن التفاعل غير المُصفّى قد يطمس الحدود بين العلاقات الواقعية والافتراضية، وسط مخاوف من المعلومات المضللة أو النصائح الضارة في موضوعات حساسة، وهو ما يُعزز الحاجة إلى تعزيز الثقافة الرقمية، وفرض ضوابط عمرية أكثر صرامة، ورفع وعي الآباء بالمخاطر المحتملة لهذه الأدوات.