facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ألم يكن بيان الدوحة أقوى لو تبنّى كلمة الملك؟


أ. د. هاني الضمور
16-09-2025 12:04 PM

انعقدت القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة وسط أجواء مشحونة بغضب الشارع العربي والإسلامي من جرائم الكيان الإسرائيلي في غزة، وتطلعات واسعة لأن تتحول هذه القمة إلى نقطة تحول في الموقف العربي. غير أن البيان الختامي، رغم أهميته الرمزية في توحيد الخطاب، لم يلبِّ ما كان ينتظره الشارع من خطوات عملية وحاسمة. والسؤال الذي يفرض نفسه هنا: ماذا لو أن ما جاء في كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني، بكل وضوحها وحزمها، كان هو البيان الختامي الرسمي؟

خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني حمل لغة غير تقليدية تجاوزت الإدانة إلى تحميل الكيان الإسرائيلي مسؤولية مباشرة عن الجرائم بحق الفلسطينيين، والمطالبة بوقف فوري للعدوان، والدعوة إلى تدخل دولي ملزم لحماية المدنيين. هذه الكلمات، لو تحولت إلى بيان ختامي، لكانت منحت القمة وزناً سياسياً غير مسبوق، ولأرسلت رسالة واضحة بأن العرب والمسلمين لن يكتفوا بالرمزية، بل هم على استعداد لاستخدام أدوات الضغط السياسي والاقتصادي والدبلوماسي.

لو تم تبني هذا الطرح في البيان، لكان نتنياهو قد واجه أزمة أعمق من تلك التي كشف عنها في تصريحاته الأخيرة. فتصريحه لصحيفة جيروسالم بوست، الذي اتهم فيه قطر بقيادة حصار سياسي واقتصادي وإعلامي على كيانه، كان في الأصل انعكاساً لشعوره بالعزلة. فما بالك لو جاء البيان الختامي بلغة جلالة الملك عبدالله الثاني الحاسمة؟ عندها كان نتنياهو سيجد نفسه أمام موقف عربي رسمي أقرب إلى حصار فعلي، يُقوّض قدرته على المناورة ويجعل العزلة التي اعترف بها أكثر وضوحاً وإحراجاً.

الداخل الإسرائيلي بدوره كان سيتعامل مع المشهد بشكل مختلف. المعارضة، التي اعتبرت أصلاً تصريحات نتنياهو “جنونية” وتعكس فشل سياساته، كانت ستجد في بيان عربي أكثر حزماً دليلاً إضافياً على أن الحكومة الحالية تقود الكيان نحو عزلة خانقة. وربما كان النقاش الداخلي في تل أبيب سيتحول من لوم الحكومة فقط إلى البحث في مستقبل التحالفات الخارجية ومخاطر خسارة العمق الاستراتيجي الغربي.

الأثر الدولي أيضاً لم يكن ليبقى على حاله. فلو خرجت القمة ببيان يعكس لهجة جلالة الملك عبدالله الثاني، لكان من الصعب على القوى الغربية تجاهل الموقف العربي والإسلامي. القرارات الأوروبية المترنحة تجاه صفقات السلاح أو المواقف السياسية كانت ستجد نفسها أمام خطاب عربي موحد وقوي، ما يزيد من الضغوط على الحكومات الغربية لاتخاذ مواقف أكثر حزماً تجاه الكيان. وبذلك، كان يمكن أن تتحول العزلة التي اعترف بها نتنياهو من حالة رمزية إلى واقع دولي ضاغط.

الفرق بين ما حدث وما كان يمكن أن يحدث لو تبنّت القمة خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني يكشف جوهر الأزمة. فالشعوب كانت وما زالت تنتظر أفعالاً لا أقوالاً، وتريد أن ترى مواقف عربية تتحول إلى أدوات عملية توقف العدوان وتفرض على الكيان ثمناً حقيقياً. ولو كان البيان الختامي قد حمل وضوح جلالة الملك عبدالله الثاني، لربما تحولت قمة الدوحة من مجرد محطة سياسية رمزية إلى نقطة تحول إستراتيجية في مسار الصراع العربي مع الكيان الإسرائيلي.

اليوم يبقى السؤال معلقاً: هل سيظل الخطاب العربي أسيراً للغة البيانات الرمزية، أم أن لحظة حاسمة ستأتي حين يتبنى القادة مواقف جريئة كتلك التي عبّر عنها جلالة الملك عبدالله الثاني؟ الإجابة عن هذا السؤال تحدد ما إذا كان الكيان الإسرائيلي سيبقى في حدود عزلة نسبية، أم سيواجه حصاراً حقيقياً يُغيّر قواعد اللعبة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :