facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




يجب أن ننصت جيداً لما قاله الملك


د. عدنان متروك شديفات
16-09-2025 12:22 PM

في لحظة فارقة من عمر الأمة، وفي مشهد تتكاثف فيه غيوم الغدر من كيان آثم، أطلّ جلالة الملك عبدالله الثاني، بصوت الهاشمي المتجذّر في تراب النبوة، من كل صوت وضمير أردني، ليخاطب القمة من على منصة دوحة المجد، لا بصفته زعيماً عربياً فحسب، بل ناطقاً باسم الضمير العربي الجمعي، وباسم التاريخ حين يستفيق على مفترق الأحداث ، ورسائل سياسية حادة، ليكون بياناً ناطقاً بمهابة الموقف وجرأة الكلمة.

لم يكن خطاب الملك مجرّد كلمات، بل كان قنبلة وعيٍ فجّرت جدران الصمت، وكشفت حقيقة ما يدور لدى هذا العدو، بدأها بعزاء لا يشبه سواه، عزاءٌ يحمل في طياته قسم الدم الواحد والمصير المشترك، موجّهاً إلى قطر الشقيق، المصاب بعدوان غادر من كيان لا يعرف للإنسانية وجهاً، ولا للقانون الدولي ميثاقاً، خطاب توشح بأولى الرسائل أن أمن قطر هو من أمننا، وأن المساس بها هو صفعة لأردن الكبرياء.

لقد كان الخطاب مرآة صافية تعكس عمق الغضب الملكي، غضب لا تصنعه الانفعالات بل تحكمه الحكمة، ويقوده الإدراك الدقيق لموازين القوى، قالها الملك بوضوح الشمس حين تسطع فوق قباب القدس، لن يكون بعد اليوم صمت ، وفي كلماته وضعت خارطة طريق للرد، لا لقطر وحدها، بل على غزة، على القدس، رسالة ملكية واضحة لكل العالم وليس للقمة وحدها، رسالة توضح قراءة للمشهد وإستعداد سياسي مطلق لأي مواجهه، وأمام عيون العالم .

خطاب ملكي موجه لإسرائيل عبر الفضاء العالمي ، بأنها بالغتِ في الطغيان، ونسيتِ أن من يقف خلف هذا الخطاب هو عبدالله الثاني ابن الحسين، إبن الحسين وحفيد الحسين، ورافع لواء القدس بيدٍ، ودرع الأمة بالأخرى، وأن الأردن ليس مشغولاً عن قضايا أمته ، بل ردّ برسالة ملكية أخترقت الهواء العالمي الراكد، وأعادة ترتيب المعادلة بالمنطقة ، خطاب كتبت حروفه بنبض الشارع الأردني ، ودم الشهيد الأردني، وصبر الأمهات.

جلالة الملك، بكلامه الرصين، أعلن أن شمس القمة لن تغيب دون خطوات عملية، فالمجاملات ماتت، والأولويات تغيّرت، لأن هذا القضايا العربية وفلسطين ليست بنداً يُقرأ ثم يُطوى، بل هي العنوان، وهي القضية، وهي بوابة كل استقرار قادم، حيث أن الرسالة والخطاب لم تكن للأشقاء فقط، بل لأعداء الحق أيضاً أن احذروا غضب الهاشميين... فالغضب إذا اشتعل في عمّان، ارتجف له الوادي والسهل والجبل، وأن القادم لا يشبه الماضي، وأن ما يُحضّر في كواليس القرار الأردني قد لا تطيقه إسرائيل، ولن تسعفه ادعاءاتها ولا قوتها العسكرية.

نعم يجب أن ننصت لما قاله جلالة الملك من كلام واضح، لا لأننا نتفق معه وحسب، بل لأن حديثه يرسم مستقبل أمة، ويعيد تعريف معادلة الردع، ويؤسس لمرحلة جديدة عنوانها كما ختم بأن الصمت أنتهى والموقف الأردني العربي لا يفهم إلا بلغة القوة والردع ، إنه خطاب لا يُحلله المحللون، بل تهابه الحسابات السياسية، لأنه صادر من إرث الهاشميين، ومن ملك إذا قال فعل، وإذا غضب ارتعدت عروش الظالمين.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :