الإبداع الفريد في المجد التليد .. "و كأني لا زلت هناك"
د. عبدالله فلاح الهزاع الدعجة
17-09-2025 08:45 AM
الحنين إلى الماضي تماما كما هو الحنين إلى المستقبل ، من حيث الألم والأمل والدافعية والعطاء ؛ و كأنها عملية تغذية راجعة و تصحيح ذاتي تجري من خلال تطور مراحل مركبة من التفاعلات النفسية و الاجتماعية لتصبح نبراسا انسانيا يهدي إلى سواء السبيل و جادة الصواب.
هذا ما يلمسه القارئ للسيرة الذاتية لمعالي الدكتور صبري ربيحات في مؤلفه " و كأني لا زلت هناك " ، و الذي تم إشهاره في حفل مهيب قبل اسبوع من اليوم حضره نخبة من أصحاب الدولة و المعالي و السعادة و ثلة من أعيان المجتمع الثقافي و المحلي في أمسية ساحرة و إطلالة آخاذة من أعلى جبال العالوك لتصل إلى نجوم سماء البلقاء المزدانة بتاريخ التضحيات الخالدة.
لقد عبرت السيرة الذاتية بالمؤلف الجديد عن نموذج أردني رائد وعصامي بدأ رحلته من قرية عيمه في محافظة الطفيلة و حتى الدوار الرابع في العاصمة عمان ، وزيرا للشؤون السياسية و البرلمانية و وزيرا للثقافة ، وعبر محطات مشوقة و تاريخية من رحلة الوطنية الحقة و العلم التعلم و التعليم و الصبر و الإخلاص و الوفاء و الحب من خلال تفاعلات إنسانية ايجابية عميقة منقطعة النظير، بحيث صاغت العنوان " الابداع الفريد في المجد التليد " كونها أصالة و معاصرة في سيرة الكاتب لم أرى مثلها.
ما ذكر آنفا ، يؤكده نموذج الكاتب في طرحه النظامي من حيث طبيعة العلاقات بين شخصيات الكتاب و الأماكن و الأزمنة و التي تعبر عن بنى اجتماعية نفسية مترابطة و متقدمة و جوهرية لا يسبر غورها ولا يفيد منها و لا ينمذجها بسياقات علمية و نمطيات تحليلية سوى عالم اجتماع رائد من أمثال معالي الدكتور صبري ربيحات.
و لا غرابة في ذلك فقد حضر حفل الإشهار أساتذة كبار و مؤسسين لعلم الاجتماع أمثال الدكتور سري ناصر و الدكتور مجد الدين خمش و نخب سياسية و أكاديمية و إعلامية وعلمية كبيرة و مهمة ، تستطيع أن تستلهم بدقة و بعمق ما ذهب اليه الكاتب من خلال تألقه باستخدام اللغة و التعبير في كتابة هذه التحفة الفنية التاريخية الثمينة في تاريخ البلد و التي سيستفيد منها أجيال المستقبل بكل تأكيد.
شكرا معالي ابو عبد اللطيف على كتابة سيرتك الذاتية الغنية التي أضافت لنا الكثير ، لا سيما احتفالنا بك الدائم متمنيا لك دوام التفوق و التميز و الإبداع و طول العمر .