جامعة اليرموك ملفات شائكة ورؤى مشروعة
أحمد الحوراني
20-09-2025 10:59 AM
تنسيب مجلس التعليم العالي اول من امس بتعيين الاستاذ الدكتور مالك الشرايري رئيسا لجامعه اليرموك طوى فترة طويلة من الانتظار امتدت نحو أربعين يوما ولربما ولأول مرة يحظى هذا الملف بمتابعة واسعة بهذا الشكل لأسباب نعلم بعضها ولا نعرف كنه بعضها الاخر الذي قد لا يتجاوز إطار( الفضول) المعروف لدى معظم الناس في حين ان شوق انتظار المجيء برئيس جديد ومجدد لمسيرة اليرموك كان مدفوعا بحب صادق ورغبة برفعة اسم هذه المؤسسة من قبل الغيورين على مصلحتها اكانوا من اسرتها او من المجتمع المحلي الذي يعتبر شريكا فاعلا ومؤثرا فيها اذ يكمل كلاهما الاخر بكل تفاصيل هذه العبارة.
الرئيس الرابع عشر للجامعة الذي يحمل رؤية مشروعه سيدافع عنها وسيعمل على انفاذها بقوة يعلم تماما ان المهمة التي ستوشح بارادة ملكية في القريب العاجل قد القت على عاتقه مهام جسام ومسؤوليات لا يمكن التقليل من اكلافها وحجم الاعباء المترتبة عليها الامر الذي يدركه الرجل خاصة وان تعيينه جاء في وقت بالغ الدقة قبيل بدء الفصل الدراسي الأول من العام الجامعي الجديد مما يعني ان امامه من الوقت القليل كي يختار فريقا منسجما ومتناغما يعمل بروح الفريق الواحد المتفق فيما بينه على خدمة أهداف ورسالة الجامعه لا سيما وانها مقبلة على مضي خمسين عاما من عمرها المديد لتكون مناسبة تقول فيها للملك وللدولة الأردنية ان اليرموك اليوم كما كانت على الدوام مع الوطن وللوطن، واذا كان نجاح الرئيس يرتبط بتنفيذ رؤاه التي أشرنا اليها آنفا فإن مما لا شك فيه انها تشتمل كذلك على مقدرته الكفؤة على حل القضية الابرز والمتعلقة بالوضع المالي للجامعه التي ترزخ تحت وطأة مديونية ضاغطة لا يتحمل وزرها رئيس بعينه اذا ما اعتبرنا انها مسألة تراكمية يعلم المعنيون اسبابها وبالتالي فإن جرأة الرئيس في توصيف المشكلة ووضع النقاط فوق الحروف في مكانها الصحيح لا بد وان يكون أولى خطواته اذا ما أراد المسير بالجامعه للامام، وإذا ما تم ذلك وكان واضحا للعيان فإن مؤشرات منسوب التفاؤل بشخص الرئيس الشاب المفعم بالانتماء لوطنه وقيادته الهاشمية ستكون مرتفعة لا محالة.
ما يشي بمرونة الدكتور الشرايري انه قادم من وسط اكاديمي ومن جامعة أردنية عريقة عمل بها لسنوات راكم خلالها من خبراته الادارية والعملية وحظي دائما باحترام وتقدير من حوله مما هيأ أمامه بيئة محفزة للعمل في أجواء ساندت جهوده في تحقيق ما يتطلع اليه ويراه يخدم مسيرة التنمية المستدامة في الأردن، وأما ثاني بواعث التفاؤل فهي ايمانه بالحوار مع جميع الاطراف من أسرة الجامعه الاكاديمية والإدارية وتاكيده على الاستماع لمختلف وجهات النظر وللرأي المؤيد والمعارض سواء بسواء وكان ذلك عبر حديث مقتضب استمعت اليه فاكبرت بالرجل هذه القناعة التي تنم عن وقوفه على مسافة واحدة من الجميع بعيدا عن الاستقطاب الذي نجم عنه اقصاء لكفاءات أكاديمية وادارية اضاعت الجامعه فرصة الاستفادة منها عندما وضعت على الرفوف في حين تقدمت للصفوف الأولى اسماء يعلم الجميع انها لم تكن سوى شكلا بعيدا كل البعد عن الجوهر والمضمون، وزد على ذلك قناعة الرئيس كذلك بالتشاركية بالعمل الذي لا بد وان يسير بوتيرة عاجلة لتشهد اليرموك نقلة جادة تعيدها سيرتها الأولى وكل ذلك بحاجة الى خطة محكمة اعتقد ان الشرايري قادر على رسم ملامحها إن لم يكن قد صار ملما بكل جوانبها وهو الاداري العملي الذي يؤمن بالوقت ولا يهدر دقيقة منه هباء.
إزاء كل ما سبق يبقى ملف العمل الطلابي وكيفية اختيار فريق يمتلك رغبة عملية وموضوعية وخطط وبرامج تخدم الجسم الطلابي بصورة تلبي الطموحات والتطلعات بالوجهة التي تتطلع إليها قيادتنا الحكيمة ويعلم الجميع هنا ان اليرموك شهدت بين عامي ٢٠٢١ الى ٢٠٢٣ من الانشطة التفاعلية التي كانت زاخرة من تنظيم واعداد وادارة الطلبة أنفسهم الامر الذي نالت معه اهتمام ديوان الملك الذي أثنى على رؤية الجامعه آنذاك في السعي الى بناء شخصية الطالب بناء متكاملا عبر برامج ساهمت في ربط الطالب بوطنه جانبا وبقضايا أمته جانبا اخر وزادت منسوب ولاءه وانتماءه للدولة .
مبارك للأستاذ الدكتور مالك الشرايري تعيينه رئيسا للجامعه المطالبة بالاستجابة لرؤى الملك خاصة وانه قد شرف اليرموك بزيارات مباركة كانت لها نتائجها خاصة وان جلالته هو الذي اطلق من اليرموك العنان للطلبة ونادى بهم ان يعبروا عن آرائهم بلا خوف او تردد.