facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




القوة الداخلية القوية


أ.د. مصطفى محمد عيروط
24-09-2025 10:45 AM

قوة وصلابة ووضوح الموقف الأردني التاريخي، قولًا وعملًا، من أجل فلسطين، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني. لقد تابعنا وشاهدنا ذلك في الأمم المتحدة ودائمًا، بفخر واعتزاز، من قائد تاريخي هاشمي أمين، حكيم وشجاع في الحق.

يحتاج هذا الموقف، في رأيي، إلى تعزيز القوة الداخلية القوية، خاصة في ظل ما تواجهه المنطقة من تحديات متصاعدة. أرى أن مفهوم القوة الداخلية رديف لقوة الجيش والأجهزة الأمنية، ومنهج عمل متكامل ودائم ويومي، يعزز تماسك المجتمع المتماسك أصلاً، ويحمي استقراره الدائم والراسخ.

لقد واجه الأردن دائمًا التحديات وانتصر عليها؛ فمعركة الكرامة شاهد حي على الانتصار ودحر كل طامع متطرف، ومعارك باب الواد، واللطرون، وجنين، والقدس، ويعبد، والخليل، وكل شبر في فلسطين، لم ولن تُنسى في الاستبسال عن الأرض والمقدسات. وأثناء فترة كورونا، استطاع الأردن أن يتجاوزها بنجاح معتمدًا على الذات في الغذاء والماء والطاقة والدواء، ولهذا فالأردن يمكن أن يكون مركزًا عالميًا وإقليميًا للأمن الغذائي.

يظهر في التاريخ القديم والحديث، كما قرأت، شواهد تثبت أن القوة الداخلية المتماسكة كانت سلاح الشعوب في مواجهة التحديات الخارجية.

ومن خلال متابعتي في القراءة عن تأثير القوة الداخلية، فإن أساس هذه القوة قديمًا وحديثًا هو الإدارات الناجحة واختيار إدارات تنفيذية تؤمن بالعمل بكفاءة وإخلاص ليل نهار وتُنجز على الواقع. ولهذا، في رأيي، فإن الهندرة الإدارية - أي التغيير الجذري الإداري بعد التقييم الدائم من موضوعيين في التعليم العام والعالي، والاقتصاد، والإعلام، والخدمات، والإدارات التنفيذية - هي ركيزة استمرار النجاح والتحديث.

من التاريخ القديم، قرأت:
المدينة المنورة في عهد الرسول ﷺ: ركز الرسول على بناء المجتمع المدني من الداخل عبر المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، ووضع دستور المدينة الذي نظم العلاقة بين المسلمين واليهود والقبائل. هذا التماسك الداخلي جعل المدينة قوية قادرة على صد غزوات قريش والأحزاب.

أثينا في مواجهة الفرس (القرن الخامس ق.م.): عندما هاجم الفرس اليونان، تماسك أهل أثينا داخليًا رغم الخلافات السياسية، واعتمدوا على وحدة الصف الداخلي والاقتصاد البحري، فحققوا الانتصار في معركة سلاميس البحرية.

الدولة العباسية في بداياتها (القرن الثامن الميلادي): تمكن العباسيون من ترسيخ حكمهم عبر إدارة قوية قائمة على الكفاءات، وجذب العلماء والموهوبين من مختلف الأمصار. هذا الاستقرار الداخلي جعل بغداد مركزًا عالميًا للعلم والاقتصاد.

من التاريخ الحديث:
بريطانيا في الحرب العالمية الثانية: واجهت خطر الغزو النازي، لكنها عززت جبهتها الداخلية عبر الاقتصاد المنزلي، وتوفير الغذاء، ورفع المعنويات بخطابات تشرشل، وتكامل الجهود بين الشعب والجيش. هذه القوة الداخلية ساعدت على الصمود حتى جاء الدعم الأمريكي.

اليابان بعد الحرب العالمية الثانية: خرجت مدمرة، لكنها بنت قوتها من الداخل بالاعتماد على التعليم والانضباط والمشاريع الصغيرة، وتحولت إلى قوة اقتصادية عظمى خلال عقود قليلة.

جنوب أفريقيا بعد نهاية الفصل العنصري (1994): تجاوزت خطر الحرب الأهلية عبر المصالحة الوطنية وتوحيد الداخل، مما سمح لها بالانتقال نحو بناء دولة أكثر استقرارًا.

فالتاريخ يثبت أن تعزيز القوة الداخلية المتماسكة - سواء في الاقتصاد، أو الإدارة، أو الوحدة المجتمعية، أو التعليم والإعلام المهني - كانت دائمًا خط دفاع رديف للجيش والأجهزة الأمنية لصد التحديات.

حمى الله الأردن والشعب والجيش والأجهزة الأمنية بقيادة جلالة سيدنا الملك عبد الله الثاني المعظم، وحمى الله سمو الأمير الحسين ولي العهد الأمين والأسرة الهاشمية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :