هيئة شباب كلنا الأردن .. منارة الأمل في زمن التحديات
العنود عبدالله الطلافيح
24-09-2025 02:12 PM
في وقتٍ يضطرب فيه المشهد الإقليمي، وتغرق المنطقة في أزمات اقتصادية وسياسية واجتماعية خانقة، يظلّ الشباب في الشرق الأوسط أكثر الفئات عرضة للتيه والإحباط. لكن وسط هذا المشهد الملبّد بالقلق، تبرز هيئة شباب كلنا الأردن كمنارة تضيء الطريق، وتوجّه الطاقات الشبابية نحو البناء بدلًا من الاستسلام، ونحو المشاركة بدلًا من الانعزال.
فالهيئة منذ تأسيسها عام 2006 لم تكن مجرد مؤسسة رسمية، بل تحولت إلى فضاءٍ رحب للشباب الأردني، يُعلّمهم أن التحديات مهما عظُمت يمكن تحويلها إلى فرص، وأن المشاركة في الحياة العامة هي الطريق الوحيد لحماية الأوطان وصناعة المستقبل. وفي زمنٍ يفتقد فيه الكثير من الشباب العربي إلى صوتٍ يمثلهم أو مساحة تُنصت إليهم، جاءت الهيئة لتقول بوضوح: "أنتم شركاء لا متفرجون".
إن دور الهيئة اليوم يتجاوز حدود التدريب أو عقد النشاطات؛ فهو دور توجيهي عميق، يُعيد الثقة للشباب بأنهم قادرون على أن يكونوا جزءًا من صناعة القرار، وأن انخراطهم في السياسة والمجتمع والعمل التطوعي هو الضمانة الحقيقية لمستقبل أكثر استقرارًا. فهي تُقدّم للشباب ما يشبه البوصلة، توجههم في زمن كثرت فيه المغريات والأفكار المتطرفة والتيارات الهدامة، وتؤكد لهم أن طريق الإصلاح يبدأ من داخلهم، من وعيهم وانتمائهم ومبادرتهم.
وفي ظل ما تمر به المنطقة من صراعات تهدد الهوية وتضعف الانتماء، فإن الهيئة تُرسّخ قيم المواطنة الحقيقية، وتدفع الشباب ليتحولوا من ضحايا للظروف إلى صانعين للحلول. إنها نموذج أردني خاص، لكنه يحمل رسالة عربية شاملة: أن الاستثمار في الشباب هو طوق النجاة الوحيد لأي أمة تبحث عن مستقبل آمن.
بين الأمس واليوم، أثبتت هيئة شباب كلنا الأردن أنها ليست مجرد مشروع شبابي، بل مدرسة وطنية تُخرّج أجيالًا واعية، قادرة، ومؤمنة أن الأردن يستحق دائمًا الأفضل.
فهيئة بهذا الحجم والرسالة تستحق أن تُشيد بها الأقلام، وأن يلتف حولها المجتمع، وأن يجد الشباب فيها بيتًا ثانيًا وحاضنةً لأحلامهم الكبيرة.