في الدول المتقدمة يكون بناء الاستراتيجيات على فكر وتقنية العمل الذهني وتطويره حتى يصل الى مرحلة الابداع الذي يؤدي بالتالي للريادة وتطوير الاعمال الادارية واخص بالذكر العسكرية .

وللاستراتيجيات انواع هجومية ودفاعية وعلاجية وجميعها تعمل على استغلال الفرص والقوة ومواجهة التحديات وهذا يتطلب جهد وعمل دؤوب ومتواصل على كافة الاطر والنواحي ان كانت ادارية وعسكرية وتعليمية ولنشدد على تعليمية لان مواكبة التطوير بدمج العلم مع العمل العسكري الذي يعتبر من افضل المراتب المهنية والادارية في الضبط والربط والتصميم والتنفيذ فهو بالتوجه العسكري لبناء شراكات فاعلة مع مؤسسات تعليمية مما يعزز مفهوم التطور المبني على اسس ومنهاج علمي متحضر وان دل على شيء فهو يدل على ان القوات المسلحة الاردنية تواكب التطور التكنولوجي، حيث لمسنا هذا الامر بمؤتمرات تمت اقامتها بالاردن تحت مظلة القوات المسلحة الاردنية سواء مؤتمر التحالف الاسلامي العربي لمحاربة التطرف الذي ابرز دور الإعلام المتزن كقوة استراتيجية تسهم في بناء وعي حصين يحمي المجتمعات من الانزلاق نحو التطرف أو الانقسام, او كمؤتمر التطور التقني والتكنولوجي الدولي بصناعات الطائرات حيث الأردن يضع نفسه في قلب المعركة العالمية ضد التهديدات غير المكلفة: مؤتمر تاريخي لمكافحة الطائرات المسيّرة في خطوة تؤكد القوات المسلحة مكانتها (C-UAS) الإقليمية والدولية المتقدمة في مجال الأمن والدفاع، لانه بفضل يقظة الاجهزة الامنية وعلى رأسها القوات المسلحة يدرك أن أمن الاردن تجاوز مرحلة أمن الحدود الجغرافية وبات لزاما تأمين سماء الوطن من اي تهديد محتمل .

ومؤتمر آخر يبين مدى اهمية الشراكة التعليمية من خلال انطلاق فعاليات مؤتمر التعلم التقني في الاردن نحو تكامل استراتيجي تعليمي وطني برعاية رئيس هيئة الاركان المشتركة اللواء الركن يوسف احمد الحنيطي وهو مؤتمر علمي لسلاح الصيانة الملكي، حيث يسهم بشكل قوي في تعزيز جاهزية وحدات وتشكيلات القوات المسلحة لتكون دوما قدوة للكفاءة والاحترافية، ولا بد من الاشارة إلى ان التعلم التقني هو ذو اهمية استراتيجية تسهم في التنمية الوطنية وتطويرها لان تعزيز الشراكات بين مؤسسات التعليم العالي والقطاعات العسكرية في البحث والتطوير يسهم اسهاما فاعلا في توحيد الجهود وتبادل الخبرات العلمية لمواكبة التطورات التكنولوجية التي تلبي فيما بعد احتياجات السوق المحلي والاقليمي .

إن تقدم الجيوش لا يكون الا من خلال التسلح بمواكبة العلم وتقدمه تظهر الفطنة واليقظة العسكرية الفذة في عملية التخطيط الاستراتيجي المحنك لمواكبة التطور بكافة اشكاله بما يخدم القوات المسلحة الاردنية .

إن هذه المؤتمرات والتحرك العلمي العسكري ومواكبة التطور التكنولوجي لا يدل الا على قيادة عسكرية ذات حنكة حكيمة في آلية العمل من اجل رفعة القوات المسلحة الاردنية وتطويرها دوما بقيادة اللواء الركن يوسف الحنيطي الذي يعمل جاهدا بالوصول الى درجات الابداع والتقنية العليا في تطوير الاليات العسكرية والفكر العلمي العسكري بتوجيهات ملكية سامية، وما نتج عن هذه المؤتمرات من توصيات فهو دليل اهتمام عطوفة الباشا لمسارات التطور ومواكبتها .

وهذه المواكبة لابد من توظيفها ايضا لمنتسبي خدمة العلم من خلال المحاضرات النظرية والعملية التي تشد من أزر الجندي فكريا وعلميا وجسديا لأجل المساهمة ببناء الخطة الامنية الوطنية بفكر شبابي وطني اردني سيكون الحصن الحصين للجيش العربي للدفاع عن هذا الوطن ومواجهة التحديات .

وسيبقى الاردن دوما شامخا بشموخ جيشه وافراده الذين لا يملوا ابدا من ان تبقى راية هذا الوطن مرفوعة شامخة في ظل التحديات بظل جلالة الملك عبدالله الثاني القائد الاعلى للقوات المسلحة .