الخطاب التاريخي للملك عبدالله الثاني
د.عبدالفتاح طوقان
25-09-2025 12:54 AM
خطاب الملك عبد الله الثاني في الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة يعكس موقفاً قوياً وثابتاً معروفا و يشهد له باعتباره حفيد الرسول ومن الهاشميين آل البيت حيال القضية الفلسطينية ويؤكد على أهمية فلسطين في التاريخ العربي والإسلامي.
يعبر الملك بشجاعة ادبية عن رفضه لأي محاولات للتوسع الإسرائيلي على حساب حقوق الشعوب المجاورة قاصدا الاردن و سوريا و السعودية و مصر و لبنان ، ويشدد على ضرورة احترام سيادة الدول وحقها في الأمن والسلام.
كما أنه يسلط الضوء على تاريخ الأردن الحافل بالكرم والتعاطف مع اللاجئين، مما يعكس القيم النبيلة التي يتبناها الهاشميون. من خلال تأكيد الحقائق التاريخية والمواقف الأخلاقية حيث يسعى الملك إلى إيصال رسالة واضحة للمجتمع الدولي حول مسؤولياته في دعم السلام والاستقرار في المنطقة.
وجاء تحذير الملك من التمسك بالاعتقاد خطئا بأن الحكومة الإسرائيلية “شريك في السلام ” يعكس الوعي العميق بالتحديات التي تواجه السلام في الشرق الأوسط و ان الخطر محيط ليس فقط بغزة و فلسطين بل ممتد لأبعد من ذلك، ويعزز الدعوة إلى موقف دولي أكثر فعالية في دعم حقوق الفلسطينيين وإيجاد حل عادل وشامل للقضية مطالبا العالم من خلال الامم المتحدة “أن يبدأ الان فقط حان الوقت”.
وفقاً لخطاب الملك عبدالله الثاني، المكتوب بدقة وعنايه و صياغة عظيمة تم اختيار الكلمات باتزان اصابت الهدف المنشود و حققت الغاية منها و لامست العقول و المنطق أن هناك عدة تحديات رئيسية تواجه السلام في الشرق الأوسط، منها:
اولا: التوسع الإسرائيلي: يشير الملك إلى أن السياسات الإسرائيلية، مثل السعي لما يسمى بـ “إسرائيل الكبرى”، تهدد سيادة الدول المجاورة وتؤدي إلى تفاقم التوترات.
ثانيا : غياب الشريك الراغب في السلام: يؤكد الملك على أن الحكومة الإسرائيلية الحالية ليست شريكاً حقيقياً في تحقيق السلام، حيث تتعارض أفعالها مع أسس السلام المتفق عليها.
ثالثا : تدمير مفهوم الدولة الفلسطينية: يعبر الملك عن قلقه من أن السياسات الحالية تهدف إلى دفن فكرة قيام دولة فلسطينية مستقلة، مما يجعل السلام بعيد المنال.
رابعا :اللامبالاة الدولية : يتساءل الملك عن مدى استجابة المجتمع الدولي لو كان هناك زعيم عربي يتبنى مواقف مشابهة، مما يشير إلى عدم توازن في التعامل مع القضايا العربية.
خامسا: التحديات الإنسانية : يشير الملك إلى قضايا اللاجئين والهجرات، مما يعكس الوضع الإنساني الصعب الذي يعيشه العديد من الناس في المنطقة بسبب النزاعات ولم يحددها بفلسطين ولكن يفهم من حديثه العراق و سوريا وغيرها من الدول .
هذه التحديات تعكس الوضع المعقد في الشرق الأوسط و المشروع التوراتي وتبرز الحاجة الملحة لمقاربة شاملة لتحقيق السلام والاستقرار.
حديث الملك عبد الله الثاني يطمئن العالم العربي و يظهره قائدا فذا ومدافعا شرسا عن الاردن و الدول العربية في مواجهة الخارطة التوراتية و الشعارات التي يرددها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو و بالطبع فإنه لا يمكن و لن يكون يوما ما لاي من الهاشميين توظيف او تنفيذ استغلال إسرائيل للانقضاض على اي من الدول العربية و أولهما فلسطين والاردن .
أعجبت بما تفرد به الملك عبد الله الثاني وأقف مؤيدا له هذا الموقف الوطني الكبير ورفضه التخلي عن الإنسانية والخطاب التاريخيّ والذي هو ليس غريبا او مستبعدا منه ، تحية خاصة للملك عبد الله الثاني، وتحيا الاردن وشعب الاردن ومواقفها.
aftoukan@hotmail.com