زياد التل .. صوت الحق يعلو في إربد ويمهد لقيادة بلديتها
د. حمزة الشيخ حسين
25-09-2025 12:14 PM
في الوقت الذي تكثر فيه التساؤلات حول مصير بلدية إربد الكبرى ومشاريعها المتعثرة، كان لمقابلة بُثّت على مواقع التواصل الاجتماعي مساء أمس صدى واسعًا بين أبناء المدينة، بعدما برز خلالها المهندس زياد التل كصوت منطقي وجريء، طرح الحقائق بلا مواربة، وكشف حيثيات وقرارات غابت طويلاً عن الرأي العام.
المقابلة التي جمعت نخبة من المختصين والمهتمين بالشأن البلدي، تمحورت حول قضية الحسبة التجارية، تلك التي أنفق عليها مئات الآلاف من الدنانير وانتهى بها المطاف إلى الردم بدل أن تكون صرحًا اقتصاديًا وتجاريًا يخدم أهالي المدينة وتجارها. وفي خضم النقاش، كان التل الأكثر وضوحًا وصراحة حين كشف عن أخطاء ارتُكبت في المجلس البلدي السابق، مؤكدًا أن القرار بردم المشروع كان قرارًا خاطئًا دفع ثمنه المواطن والتاجر على حد سواء.
جرأة التل لم تقف عند حدود النقد، بل أضاف بعدًا أخلاقيًا وشرعيًا حين استشهد بالقاعدة الفقهية: المصيب له أجران، والمخطئ له أجر واحد، في إشارة إلى أن القرارات اتُخذت بحسن نية وللمصلحة العامة، لكن غياب الرؤية الاستراتيجية جعلها تنقلب إلى عبء بدل أن تكون مكسبًا. هذه الصراحة والشفافية لاقت إعجاب الحضور والمشاهدين، حيث انهالت التعليقات المثنية على مداخلته التي اعتُبرت نقطة تحول في النقاش العام حول البلدية.
ولا يمكن إنكار دور وقوة جميع الشخصيات التي شاركت في المقابلة، إذ أثروا الحوار بوجهات نظر متعمقة وتحليلات وقراءات موضوعية كشفت الكثير من الخفايا أمام المواطنين، وأظهرت أن العمل البلدي يحتاج إلى تكاتف الجميع، لا إلى جهود فردية فقط.
المهندس زياد التل ابن الضابط الحر أبو صعب التل الذي سطّر مواقف وطنية خالدة في مواجهة الاستعمار الفرنسي والبريطاني مطلع القرن الماضي، نشأ على إرث وطني مشرف، وراكم خبرة عملية واسعة في المجال الهندسي والإداري، حيث شغل منصب مساعد رئيس بلدية إربد الكبرى وترك بصمة واضحة في تطوير العمل البلدي، كما عُرف بحبه للعمل الخيري والاجتماعي فترأس جمعية مبرة الملك حسين للأيتام، وكان قريبًا من الناس في مختلف شرائحهم.
اليوم وبعد أن وضع النقاط على الحروف في واحدة من أعقد الملفات البلدية، ارتفع رصيد زياد التل في وجدان أبناء المدينة، حتى إن كثيرين بدأوا يطالبونه بخوض الانتخابات البلدية المقبلة لرئاسة بلدية إربد الكبرى، فصراحته وجرأته وحرصه على المصلحة العامة جعلت منه شخصية تحظى باحترام واسع وتضعه في مقدمة المرشحين لقيادة دفة البلدية في المرحلة القادمة.
إن ما أظهره التل، ومعه القامات الأخرى التي شاركت في الحوار، من وعي ودراية دقيقة بملفات المدينة وجرأة في قول الحق يفتح الباب واسعًا أمام مرحلة جديدة من العمل البلدي في إربد قوامها الصدق والشفافية وخدمة المواطن دون مجاملة أو نفاق..