المشكلة ليست في الفنان الأردني
سري سعد السيلاوي
26-09-2025 01:53 PM
الخبر ببساطة: التلفزيون الأردني تعاقد مؤخرًا مع شركة إنتاج محلية مملوكة لممثل أردني، هذا الممثل لم يجد في بداياته سوى منصات السوشيال ميديا والـ«يوتيوب» ليعرض موهبته، وبالفعل نجح في ذلك. قناة هذا الفنان على «يوتيوب» قاربت حاجز المليار مشاهدة، أي ما يفوق بأضعاف مضاعفة ـ نحو مئة مرة ـ مجموع مشاهدات الأعمال التي سبق أن انتجها التلفزيون الأردني على مر العقود.
السؤال هنا: لماذا نصر على التمسك بماضٍ لم ينجح، بدلاً من مواكبة العصر والاعتراف بالتحولات الكبرى في عالم الإعلام؟.
هناك جيل كامل من صناع الدراما الأردنية ـ كتاب، مخرجون، ممثلون، وفنيون ـ تعبوا وتعلموا وصنعوا أسماءهم من خلال المشاركة في إنتاجات عربية وأجنبية، واكتسبوا خبرات واسعة. هذا الجيل هو الذي لم يأخذ حقه في الإنتاج المحلي، وهو الأجدر بأن تُفتح له الأبواب، لا أن تبقى مغلقة بوجهه.
المشكلة لم تكن يومًا في الفنان الأردني. المشكلة كانت وما زالت في الفكر والإمكانيات. فمنذ أيام «العلم نور» و«حارة أبو عواد» لم نشاهد إنتاجًا تلفزيونيًا أردنيًا قادرًا على أن يجذب المشاهد أو ينافس على مستوى التسويق. وآخر الأمثلة مسلسل «الدوار العاشر» الذي لم يلتفت إليه الجمهور عبر الشاشة، وعندما طرح على «يوتيوب» بالكاد تجاوزت مشاهدات حلقاته بضع آلاف مشاهدة .
لذلك، يبقى السؤال موجّهًا لنقابة الفنانين: ما الذي تريدونه فعلًا؟ هل تريدون أن نبقى رهائن لماضٍ تجاوزه الزمن، أم أن تفسحوا المجال لجيل جديد قادر على أن يكتب مستقبل الدراما الاردنية؟.