أعتقد أن ما يجول اليوم في الشارع العام من مناورات حزبية حول فصل النائب الشاب الجراح، ليس إلا نذير شؤم على دور الشباب في الحياة السياسية. وعلى الرغم من المحاولات الكبيرة لتفادي قرار الفصل، إلا أن المحكمة الحزبية حالت دون ذلك، بحجة “الأخطاء المسلكية”؛ وهو مصطلح فضفاض يُستخدم كذريعة للفصل بطريقة غير منهجية.

إن الشباب، الذين يشكلون نسبة كبيرة من المجتمع الأردني، همّهم الأول إنجاح التجربة الحزبية، واضعين نصب أعينهم التوصيات الملكية وإرادة سيدنا جلالة الملك عبدالله الثاني في الإصلاح السياسي الحقيقي. إلا أن تمثيلهم داخل مطبخ صنع القرار السياسي ما زال ضعيفًا، بل هشًّا جدًا.

ومن ناحية أخرى، فإن المناورات الحزبية والسباق الرئاسي لقيادة مجلس النواب لم يخلُ من تدخلات الأحزاب السياسية. لكن ما يثير القلق أن بعض التصرفات لا تمت بصلة للتنظيم الحزبي، الذي يُفترض أن يكون أحد مراحله تشكيل حكومة حزبية تقود المرحلة المقبلة.

إذ نرى بعض التكتلات داخل المجلس تعتمد على قوى سياسية فردية بعيدًا عن جوهر العمل الحزبي، وهو ما كشفت عنه إحدى الصحف بالإفصاح عن تكتلات تضم أشخاصًا حزبيين، لكنهم يتحركون خارج أطر أحزابهم.

السؤال هنا: هل هذا هو جوهر الأحزاب التي نطمح إليها؟!
هل هذه هي السياسة الخفية في استباق أحزابهم للوصول إلى المقعد؟
أم أن بديهيات الحياة الحزبية لم تترسخ بعد لدى البعض، رغم خبرتهم الطويلة؟

أم أن المناورات الحزبية لم تنكشف بعد؟!!!

حفظ الله الاردن بقيادتة الهاشمية الحكيمة الملك عبدالله الثاني وولي عهده الامين