جاء الرد العالمي مزلزلاً على إسرائيل، وبمثابة صفعة سياسية دولية على رأسها. لقد رأى العالم كيف بدا انسحاب الوفود العالمية من قاعة الأمم المتحدة مذلاً ومهيناً لها ولرئيس حكومتها نتنياهو، الذي خلت كلمته من أي مضمون سياسي وإنساني، وراح يتحدث عن بطولاته وانتصاراته الزائفة وأوهامه أمام مناصريه في بناء دولته الكرتونية الكبرى في الشرق الأوسط الحديد لا الجديد والخائفين على كيانه من الانهيار بعد هذا السقوط السياسي والدبلوماسي، والفشل العسكري في الميدان. تلك الانتصارات لا تبدو أمام العالم أكثر من جرائم حرب وإبادة للفلسطينيين وعدوان على دول المنطقة والتي لم تحقق هدفاً سياسياً مشروعاً واحداً، ولم تجلب الأمن لإسرائيل ولو على شبر واحد من أرض فلسطين التي تحتلّها.

إسرائيل خسفت هيبتها وكشفت عورتها أمام العالم. مرتان خلال هذين العامين كانت العاصفة الأولى في عمليّة عاصفة الطوفان وقد ركلتها المقاومة بالبسطار الفلسطيني، والصفعة الثانية جاءتها من العالم بالحذاء السياسي، وفي أعلى منبر دولي، وهو الجمعية العامة للأمم المتحدة. وبين هذا وذاك، رأينا شعوب العالم تكنس هذه السياسات في الشارع الإنساني؛ فالجماهير تنادي بالحرية لفلسطين ووقف جرائم إسرائيل. فما هو إلا سقوط لهذه العصابة الصهيونية التي نراها اليوم على شفا حفرة من الانهيار والانتحار.

نتنياهو يبحث اليوم عن انتصارات حتى ولو كانت بهدم دكاكين وبساتين، محاولاً رد ماء الوجه الإسرائيلي. يتوسّل اليوم أمريكا لمساعدته، ولو بذر الرماد في والوجه الفلسطينيي والعربي باليد الأمريكية. وعلى شعب نتنياهو، وعلى بن غفير وسموتريتش وكل أفراد عصابات التلمود وكهنة الأسفار والخرافات الذين يقودون هذه الفزاعة الصهيونية، أن يستفيقوا من غفلتهم ويستيقظوا من أحلامهم وان لا وجود لهم هُنا في الشرق الأوسط الحديد وأن حلمهم بشرقهم الجديد سيكلّفهم قتال هذه الأمة جيلاً بعد جيل. ولا أمان لهم ما لم يأمن الفلسطينيون في دولتهم؛ فهؤلاء أبناء أمةٍ لا تستسلم تنصر أو تموت.