معالي دولة رئيس وزراء إسرائيل المحترم،
تحية طيبة وبعد،
لقد تابعنا باهتمام بالغ خطابكم الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وإن كنا نتفهم حرصكم على أمن مواطنيكم وحقكم في الدفاع عنهم، إلا أن خطابكم أغفل نقاطًا جوهرية تستدعي التوضيح أمام شعبكم والمجتمع الدولي:
1. لم تشروا إلى المبادرات العربية المتكررة للسلام التي عُرضت على إسرائيل، وعلى رأسها مبادرة السلام العربية عام 2002 في قمة بيروت برعاية المملكة العربية السعودية، والتي جسّدت فرصة تاريخية لتحقيق الاستقرار الدائم.
2. تجاهلتم حقيقة أن الدول العربية والسلطة الفلسطينية قد أدانت بشكل واضح هجوم السابع من أكتوبر على إسرائيل، وهو موقف يثبت التزامها بالشرعية الدولية ورفض العنف.
3. أغفل خطابكم الإشارة إلى الإجماع الدولي على أن حل الدولتين هو الحل العادل والشامل الذي يضمن حقوق ومصالح الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي معًا.
4. لم تُبرزوا أن القيادة الفلسطينية الشرعية، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، أكدت مرارًا أن حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني، وأنها تنظيم مرفوض عربيًا ودوليًا.
5. تجاهلتم كذلك تصريح محمود عباس المتكرر بأن الدولة الفلسطينية المستقبلية ستكون منزوعة السلاح، وهو التزام واضح كان من شأنه تبديد الكثير من المخاوف الأمنية.
6. لم تذكروا أن دولاً عربية كبرى، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، أعلنت استعدادها لإقامة علاقات طبيعية وشاملة مع إسرائيل، شريطة التزامكم بمبدأ حل الدولتين.
7. ورغم حديثكم عن الحرص على المدنيين، فإن ما وقع من ضحايا أبرياء في غزة يستوجب منكم اعتذارًا علنيًا وصريحًا من منبر الأمم المتحدة. فالاعتذار ليس ضعفًا، بل هو تعبير عن قوة أخلاقية ستقدّرها الأسرة الدولية.
8. أغفل خطابكم أيضًا الإشادة بالدور الذي لعبته كل من الأردن ومصر في الحفاظ على معاهدات السلام مع إسرائيل، وبجهودهما في سن تشريعات صارمة لمكافحة خطاب الكراهية، والتي كان الأجدر تقديمها كنماذج ناجحة للتعايش.
9. والأهم، لم يصدر عنكم حتى الآن أي اعتذار عن الخطأ الجسيم المتمثل في استهداف قادة حماس في قطر، رغم أن قطر كانت وسيطًا دبلوماسيًا معتمدًا بينكم وبين الحركة. إن ضرب وسيط رسمي خطأ استراتيجي أضر بالثقة الدولية وعرقل جهود الوساطة.
ختامًا، نؤكد أن السلام ليس مجرد غياب للحرب، بل مشروع إنساني واقتصادي واجتماعي متكامل. وإن أردتم أن تحظى إسرائيل بالاحترام والإجماع الدولي، فإن الطريق يبدأ بالاعتراف بالأخطاء، وتقديم الاعتذارات العلنية، والالتزام بخطوات ملموسة وجادة نحو حل عادل يضمن الأمن والكرامة للجميع.
waelsamain@gmail.com