facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"ذبحتونا" الطلابية والمسار الخاطئ!


سامي المعايطة
27-08-2007 03:00 AM

تعودنا في الأردن على توجيه سهام النقد والاتهام للقرارات الرسمية وللأداء الحكومي على اختلاف مستوياته مع الرهان على أن توجيه النقد والمعارضة للتوجهات الرسمية فيه مزيد من الشعبية ويلاقي استحساناً جماهيرياً يحقق نشوة وزهو لدى الناقد ، ولكن في هذه السطور القليلة سأمارس السباحة عكس التيار وأقوم بتمرين حي لمعارضة المعارضة ليس لذات المناكفة وإنما محاولة لتصحيح المسار الذي اعتقد بوجوده لدى الحركة الطلابية فيما يسمى بحركة (ذبحتونا) لإيماني بـأن الممارسات الطلابية والعمل الطلابي هو النواة الأولى لتشكيل الثقافة السياسية للطلبة والذين هم جيل الشباب حاضر الأردن ومستقبله . فالعمل الطلابي هو الخطوة الأولى لتكريس قيم الممارسة السياسية وزراعة الوعي بأهمية العمل العام وأساليبه ومنهجيته ، وعليه فليسمح لي القائمين على هذه الحركة بالتوقف عند الملاحظات التالية مع أملي الكبير بالابتعاد عن لغة الاتهام لنقيم مناقشة هادئة فيها تعزيز للغة الحوار الذي هو لغة المثقفين الواعين فما بالك بمن يتصدر لممارسة العمل العام ويتولى قيادة العمل الطلابي .1.بداية لا يجوز أن يكون المسمى لهذه الحركة هو مسمى عدمي حاد بهذه الصورة فلغة العدمية والحدية بين الأبيض والأسود لا يجوز أن تكون موجودة في دولة القانون والمؤسسات ففي هذا الاسم تعزيز لقيمة التطرف في التعامل والحكم على الأمور وفيه تعزيز لقيم السوداوية المعتمة لدى فئة الشباب وطلبة الجامعات ، فلا يوجد حركة طلابية تدعى تمثيل الطلبة وقيادتهم يكون منهجها ومسماها بهذه الصورة العدمية السوداوية ففيها نكران لكل شيء جميل وإيجابي في هذا البلد ، فهناك ما هو في الجامعات ما يستحق التفاعل معه . والنظر إليه بشكل إيجابي فالأردن بكافة مكوناته ومؤسساته يستحق منا شيئاً من الرأفة والحنان وهو الواحة الظليلة التي يستحق أن نتقدم إليها بإيجابية وتفاؤل أكثر من ذلك .

2.لا يجوز أن ينظر إلى العمل الطلابي والشبابي باعتباره أداة معارضة فقط وأقولها بكل صراحة وأنا ابن العمل الطلابي منذ أكثر من خمس عشرة سنة بأن هذا المفهوم الخاطئ و المنهجية الخاطئة قد دفع العمل الطلابي والطلاب ثمناً باهظا لها ، فأنا أدعي بأننا أضعنا الاتحاد العام لطلبة الأردن نتيجة هذه الممارسات الخاطئة التي تكرست عبر السنوات الماضية ولن ننسى كلمة مضر بدران رئيس الوزراء الأسبق الشهيرة حول الاتحاد العام لطلبة الأردن بقوله ( بأنني لست مجنوناً لأضع البلد بيد مجموعة من الشباب ) فتعزيز الصورة السلبية لدى صناع القرار بأن المؤسسات الطلابية خلقت للمناكفة والمماحكة ولكي تكون أداة من أدوات المعارضة السياسية للحكومة والدولة نحن جميعاً نتحمل مسؤوليته . فهذه الممارسات اللامسؤولة لها ثمن فقد كان الإخوان مثلاً إذا أرادوا أن يضغطوا على الحكومة فيلجأوا للاتحادات الطلابية في الجامعات للتصعيد مما أدى إلى تعزيز هذه المخاوف لدى مؤسسات الدولة بأن هذه المؤسسات الطلابية هي أدوات موجهة تدار من خارج الجامعات ، فما يسمى بحركة ذبحتونا تقوم على فكرة وفلسفة خاطئة وتعزز الصورة السلبية عن مؤسسات العمل الشبابي والطلابي ولها نتائج عكسية على العمل الطلابي والمؤسسي والشبابي .

3.تقوم ما يسمى حركة ذبحتونا على منهجية الرفض المطلق للمؤسسات الطلابية والشبابية القائمة وفي ذلك نكران للعمل القانوني والشرعي ، وفيه دعوة لكل شخص أو مجموعة ليس لها تمثيل بالمؤسسات الشرعية للخروج على هذه الشرعية وتكوين لوبي يدعي القيادة والتمثيل وهذا لا يجوز في دولة القانون والمؤسسات وفيه نموذج لجيل الشباب بعدم احترام الشرعية والقانون والعمل المؤسسي ولا أظن أن هذا هو العمل الطلابي والشبابي .

4.تقوم المنهجية على ادعاء تمثيل الطلبة والدفاع عن قضاياهم دون شرعية حقيقية لا بل في ذلك هروب من التقييم الحقيقي لحجم هذه الحركة والقائمين عليها لدى الشارع الطلابي وبذات الوقت هناك الكثير من الاتحادات الموقعية المنتخبة في الجامعات الممثلة للطلبة فلا يجوز سرقة هذا التمثيل وهذه الشرعية تحت أي مسمى أو مبرر فالغاية لا تبرر الوسيلة . ولا يجوز المزايدة على هذه المؤسسات وادعاء الحرص أكثر منها .

5.لا يجوز ادعاء إنجازات غير حقيقية واختراع البطولات الدونكشوتية مثل إرغام الحكومة والجامعات على عدم رفع الرسوم . وهذا الكلام ليس صحيح فقيادة العمل العام يجب أن تتمتع بالمصداقية وعدم الخداع . وهي تدعي أنها صاحبة الشرعية وحاميه الحمى . فكلنا يعلم حتى القائمين على هذه الحركة يعلموا بأن هذا الكلام ليس صحيح ولو أن الحكومة والجامعات أرادت رفع الرسوم – مع أنني ضد رفع الرسوم – لفعلت وأن الفضل لا يعود لهذه الحركة .

6.غياب الفعل الإيجابي لهذه الحركة والاكتفاء بحالة المعارضة دون تقديم تصورات أو مبادرات إيجابية أو حتى التفاعل مع المبادرات الإيجابية والهيئات الشبابية . فالكل يعلم بأن الدولة وعلى رأسها جلالة الملك حريصين على تفعيل الدور الشبابي والطلابي فلا يجوز إغماض العين عن هذه المبادرات والوقوف لتعزيز موقف الدولة بهذا الاتجاه ، وأيضاً عدم وجود برامج إيجابية اتجاه تفعيل الفئة الشبابية والطلابية والعمل التطوعي ومحاربة الممارسات الخاطئة مثل المخدرات وثقافة العيب وغير ذلك الكثير الكثير . فلا يوجد حركة ناجحة وتسير بالاتجاه الصحيح عنوانها ومنهجها وبرنامجها فقط أن تقول لا ولا وقائمة على أسلوب المزايدة والمعارضة للسياسات على الإطلاق .

و أخيراً أقول للقائمين على العمل الطلابي من كافة الاتجاهات بأن الكيّس الفطن من تعلم من أخطاء غيره وأن المؤسسات الطلابية في الأردن كانت من أقوى مؤسسات المجتمع المدني الأردني ولكن نتيجة بعض الممارسات والأفعال قدمنا المبرر لمحاربتها وتقديمها باعتبارها ندّاً للدولة .
فأدعو الشباب والمتصدرين للعمل الشبابي والطلابي من كافة الاتجاهات بأن يعيدوا صياغة المواقف والاستراتيجيات وتقديم أنفسهم باعتبارهم جزءاً من النسيج العام للدولة وأنهم أدوات بناء وإصلاح وأنهم يمكن أن يكونوا لبنة في سياج هذا الوطن الذي نفديه بأرواحنا ومهج قلوبنا .

وحفظ الله الأردن


الكاتب من جامعة الزرقاء الخاصة
Sami@zpu.edu.jo








  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :