لقاءات الديوان الملكي الابعاد والمعنى
د.بكر خازر المجالي
30-09-2025 11:10 AM
نرى منظمات المجتمع الاردني والهيئات الخاصة ودوواين العشائر وغيرها تتوافد على الديوان الملكي الهاشمي العامر وتلتقي مع رئيس الديوان الملكي معالي يوسف العيسوي . ويكون هدف اللقاء المشترك هو التأكيد على الثابت الاردني في الوقوف مع جلالة الملك عبدالله الثاني في مواجهته لأدق القضايا الاقليمية والعربية والعالمية ،
وتمثل الصورة الجمعية للمجتمع الاردني في هذه اللقاءات التناسق القويم بين فئات المجتمع الاردني ووحدة الصف والمواقف ازاء القضايا الداخلية والخارجية مستوحين جميعا من ديبلوماسية جلالة الملك عبدالله الثاني الدروس والحكمة في رؤية الحاضر والمستقبل ، والتأكيد على مقولة الملك عبدالله الثاني التي كررها مرارا أن " لا خوف على الاردن " .
وثمة رسائل عدة نستشفها من هذه اللقاءات ، ابرزها هو وحدة الصف الوطني بقيادة جلالة الملك ، والشعور الوطني الواحد تجاه قضايا الامة والشعور بالاحساس القومي وأن الاردنيين كمجموع واحد لا يمكنه الا أن يكون جزءا من امته العربية الواحدة ، وليس فقط ما ورد في الدستور بل في التطبيق الفعلي في النخوة الاردنية التي تتمثل الان في الموقف الاردني من غزة هاشم ، وكمحطة تاريخية تعيدنا الى الموقف الاردني من الشقيقة الكويت في عام 1962 او ازاء تونس عام 1960 وحتى مصر حين تعرضت للعدوان الثلاثي عام 1956م ، وعدا عن النخوة الاردنية في ارسال المستشفيات الى القاهرة وبيروت وبغداد وليست بعثات طبية فحسب بل وحدات هندسية واشغال وإطفاء وغيرها .
لقاءات الديوان الملكي الهاشمي العامر هي تجسيد لصورة الاردني الذي يعشق العمل الجمعي ، ويتوق دوما للقاء جلالة الملك عبدالله الثاني الذي لا يترك بقعة ومجتمعا اردنيا الا ويصل اليه ويوجه كل المسؤلين لأن يكون ميدان عملهم هو الاردن بكل مساحته ومكوناته ، ومحور التخطيط هو الانسان الاردني بما يكفل له الحياة الافضل .
ولا يمكننا النظر الى هذه اللقاءات الا من زاوية البناء الوطني والتأثير في المكون العقلي الذي هو يمتاز بالنضوج ويتطلع الى الافضل . ونرى النشاط الموازي في الجهد الدؤوب لرئيس الديوان الملكي الهاشمي معالي يوسف العيسوي في زيارة المرضى وكبار السن ممن قدموا لهذا الوطن ، وكذلك زيارة بيوت العزاء كمشاركة هاشمية تدخل كل بيت اردني ، وكأن المشهد يعود بنا حين اكتمل بناء قصر رغدان عام 1926 ولسنوات فيما بعد فقد كانت في صالات قصر رغدان يتم استقبال المعزين لوفاة وجيه او شخصية عمانية او اردنية .
منذ بدء قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وهو يطرح المبادرات الفكرية التي تتصل بالمعنويات والمواطنة واتقان العمل والايثار ورفض المحسوبيات والواسطة ، وكان جلالته في كل مفردات خطابه نقرأها بشكل مباشر ويدعو الى المسؤول المناسب في المكان المناسب ،وأن لا مكان لمن لا يعرف كيف يدير مؤسسته ودائرته ، وكأننا أمام تطوير جهد لإعادة قراءة الخطاب الملكي السامي ومبادراته والاوراق النقاشية لاستجلاء الصورة المثلى لهذا المجتمع الاردني وتعشيب دوائرنا ممن لا يستحقون ويرتكبون الاخطاء .
هذه رسالة جلالة الملك عبدالله الثاني المباشرة التي ارادها ان تنطلق من بيت الاردنيين ومضارب الهاشميين بأننا يد واحدة في مواجهة كل التحديات والصعاب ، وأن ثقة جلالته بالانسان الاردني دوما عالية وأن المجتمع الاردني هو الاغلى والاعلى بفضل قيادته الهاشمية الحكيمة .
مشهد لقاءات الديوان الملكي الهاشمي هي بانوراما وطنية اردنية ، ولوحة وطنية نراها مزينة في كل العمائم والعباءات والشماغ والحطات وحتى كل أزياء نساء الاردن والمطرزات والطرحات .