facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ترامب رئيساً لبلدية غزة


د.محمد البدور
30-09-2025 11:45 AM

لم تتضمن خطة ترامب لانهاء الحرب على غزة اي اشارة للمشاركة الفلسطينية في ادارة شؤونها ولا للدولة الفلسطينية التي هي اساس الحل للصراع وانما حملت شروط استسلام لحماس والمقاومة وتسليم غزة لمجلس للسلام برئاسة ترامب، يتولى الإشراف على الأمن والتنمية ، وإدارة شؤون الخدمات، وإيصال المساعدات الإنسانية للسكان،.وبمعنى آخر فإن ترامب نصب نفسه عمدة لبلدية غزة ونتنياهو غفيرا عليها ٠

أستهجن وأستغرب من فخامة رئيس الولايات المتحدة هذا اللفّ والدوران السياسي، والالتفاف على الشعب الفلسطيني، والضحك على الذقون العالمية والشارب الفلسطيني والعربي، إذ قرر مصير الفلسطينيين وفقا لما يراه خصمهم نتنياهو، دون أي اعتبار لا لرأي سلطتها ولا مشورة لمقاومتها،. واكتفى ترامب بترويض نتنياهو للقبول بالاتفاق الذي طرحه للعالم ويصفق له الجميع وقدّمه للفلسطينين خطة مشروطة لا خيار لهم فيها: إمّا القبول، وإمّا استمرار الحرب ومواجهة مزيد من القتل والدمار ٠

هذه الخطة في حقيقتها تجسّد كل المطالب الإسرائيلية التي عجزت عن تحقيقها بالقوة العسكرية، ليحققها الرئيس ترامب عبر القوة الدبلوماسية المسلحة. سيما وأن تصريحات نتنياهو جاءت محمّلة بالتهديد من جديد: فإن لم تقبل المقاومة بهذه الشروط، فلديه تفويض أمريكي لارتكاب المزيد من الفظائع والمجازر في غزة والضفة معاً.

وعلى أي حال، فقد أيّدت كثير من دول العالم، بما فيها الأمم المتحدة، هذه الخطة واعتبرتها فرصة سانحة لوقف حرب الإبادة ضد الفلسطينيين، حتى وإن صبّت في صالح إسرائيل وعلى حساب مصالح الفلسطينيين. لكنها مع ذلك قد تُعَدّ فرصة لإنقاذ حياة أهل غزة وأطفالها وشيوخها، ونسائها وتجنيبها الاحتلال او الضم الجغرافي المباشر لاسرائيل وان كانت الخطة احتلالا جيوسياسي دولي، على أمل أن يأتي يوم ولو بعد حين تُقام فيه دولة فلسطينية. وهكذا تُدار لعبة السلام وقد تبدا مفاوضات لاجلها من جديد، تدوم لاربعين عاماً أخرى، كما جرى منذ اتفاقية أوسلو ونحن ننتظر دولة فلسطين ولغاية يومنا هذا ٠

إن الحقيقة المُرّة ان خطة الرئيس ترامب بانهاء الحرب الاسرائيلية على غزة دس للسم في السمن البلدي الفلسطيني في غزة الذي سيتجرعه الفلسطينيون وحماس وهذه الخطة القسرية للسلام، أنما بمثابة نهاية الحرب بالاستسلام ولكن عبر وسائل دبلوماسية. ولعلّ التاريخ يعيد نفسه؛ فكما انتهت المقاومة الفلسطينية وخرجت من لبنان مطلع الثمانينيات لتحلّ مكانها قوات دولية للسلام "اليونيفيل"، قد يؤول مصير المقاومة في غزة إلى السيناريو ذاته.ولا خيارات أمام حماس سوى القبول بهذا الاستسلام ومحاولة اعتباره "انتصاراً" و"سلام الشجعان"، كما سماه الشهيد ياسر عرفات بعد اتفاقية اوسلو وعلى حماس ان تفكر بكل ماهو مطروح الان لانقاذا ما تبقى من غزة وحماية حياة اهلها وسحب البساط من تحت إسرائيل التي تتذرع بها لاعادة احتلال كامل فلسطين بحجة حماية امنها وسلامة دولتها ولكن هذه المرة فقد وضعت خطة ترامب حماس في مواجهة مع العالم لطالما تحالف المجتمع الدولي مع هذا المشروع الامريكي واعتبره فرصة للسلام





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :