facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إدارة الأزمات الدولية: بين التنسيق العالمي وتضارب المصالح


لانا ارناؤوط
01-10-2025 02:00 AM

تتسارع الأزمات اليوم وتتشابك آثارها عبر الحدود، أصبحت إدارة الأزمات في المحافل الدولية ضرورة ملحّة وليست ترفًا سياسيًا، فالأزمات اليوم لم تعد محلية الطابع، بل تجاوزت حدود الجغرافيا لتصبح تحديات كونية تمس الأمن الغذائي والمناخي والصحي والاقتصادي وحتى الثقافي، مما يجعل من التعاون الدولي إطارًا أساسيًا لإدارتها في هذا السياق، تبرز المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومجموعة العشرين ومنتديات المناخ كمسرح رئيسي لصياغة الاستجابات الجماعية للأزمات، حيث تُطرح الحلول وتُبنى التحالفات وتُدار المفاوضات حول توزيع المسؤوليات والأدوار.

تتجلى إدارة الأزمات في هذه المحافل في عدة مستويات، تبدأ من تحديد المشكلة ووضعها على جدول الأولويات الأممية، مرورًا بتنسيق الجهود بين الدول والمنظمات الدولية، وانتهاءً ببلورة قرارات أو معاهدات ملزمة أو توصيات توجه سلوك الدول، لكن هذه العملية ليست سهلة، إذ تعترضها عقبات عديدة من أبرزها تضارب المصالح بين القوى الكبرى واختلاف الرؤى حول الأسباب والحلول، وهو ما يجعل بعض الأزمات تُدار ببطء أو تُترك مفتوحة لسنوات كما في الأزمات البيئية والنزاعات الإقليمية والملفات الإنسانية
لقد كشفت أزمات كبرى مثل جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية والتغير المناخي أن إدارة الأزمات في المحافل الدولية تخضع لتوازنات دقيقة بين ما هو إنساني وما هو سياسي واقتصادي، فبينما تسعى المؤسسات الدولية إلى إظهار نفسها كجهات محايدة وفاعلة، تبقى قراراتها رهينة مصالح الدول الكبرى التي تمسك بزمام القرار الدولي، ومع ذلك تبقى هذه المحافل أداة مهمة لتبادل المعلومات وتنسيق الجهود ووضع معايير الاستجابة والإنذار المبكر وتقديم الدعم للدول الأضعف، مما يمنحها دورًا محوريًا في التخفيف من آثار الأزمات وتعزيز المرونة العالمية.

إن نجاح إدارة الأزمات في المحافل الدولية يعتمد على مدى التزام الدول بمبدأ التضامن العالمي وتغليب المصلحة العامة على الحسابات الضيقة، كما يرتبط بفعالية المنظومة الأممية في إصلاح أدواتها وتعزيز آليات الشفافية والمساءلة، فالعالم بحاجة اليوم إلى نهج تعاوني يدمج بين الحلول السريعة والوقائية ويعتمد على البيانات والذكاء الاصطناعي والتحليل الاستراتيجي لرسم سيناريوهات الاستجابة المستقبلية.

ولعلّ الدرس الأهم الذي تقدمه لنا الأزمات الحديثة هو أن العالم مترابط أكثر من أي وقت مضى، وأن ضعف إدارة الأزمات في أي منطقة سرعان ما ينعكس على الجميع، لذا فإن تعزيز حضور المحافل الدولية كمنصات حقيقية للحوار وصنع القرار المشترك لم يعد خيارًا، بل ضرورة لضمان أمن واستقرار البشرية في مواجهة عالم لا يتوقف عن إنتاج الأزمات.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :