حقيقة ان الخطة التي طرحها الرئيس ترامب لوقف العدوان على غزة بمثابة "الفخ" الاسرائيلي الامريكي لاصطياد حماس، التي باتت اليوم بين خيارين كلاهما مُرّ: فإما الموافقة على الخطة وتسليم الأسرى الإسرائيليين وإلقاء السلاح والغياب عن المشهد الغزّاوي، وإما رفض الخطة والدخول في فصل آخر من الإجرام الإسرائيلي بتفويض أمريكي، وبالتالي مزيد من القتل والدمار في غزة، وقد يطال الأمر الضفة أيضًا وتوسع دائرة الصراع في المنطقة. حيث ازدادت شراسة إسرائيل في عدوانها، بعد عجزها عن تحقيق أهدافها العسكرية، وأصبحت في وضع حرج عالميًا أمام إنسانية الشعوب لحجم فظائعها، وكذلك أمام حلفائها بعدما أعجزتها حماس عن حسم المعركة والقضاء عليها واسترداد أسراها، وهو ما كان نتنياهو قد تعهّد به أمام شعبه وحلفائه.

اليوم، خيارات حماس صعبة ولا تُسِرّ الصديق، أمام هذه الخطة التي أيّدتها معظم دول العالم والأمم المتحدة، والتي تريد من حماس أن تُضحي بنفسها لتنقذ أهلها. فالأولوية الدولية والعربية الآن هي إعطاء أهل غزة "إبرة الحياة" ووقف هذه الحرب المجرمة، ولهذا فإن قادة حماس أمام خيارين تاريخيين: إن قالوا "نعم" للخطة فهم يضحّون بأنفسهم في سبيل إنقاذ أهلهم، لا من أجل انفسهم ، وإن قالوا "لا" فذلك من باب الصمود وعدم الاستسلام، لكن هذا سيكون ثمنه باهظًا من حياة الفلسطينيين.

لهذا وعلى الأرجح، وأمام الضغط الدولي، فإن قادة حماس قد يختاروا التضحية بانفسهم وتجنبيب اهلهم وغزة مزيدا من سفك الدماء والدمار وتوسيع دائرة الصراع في المنطقة ويوافقوا على هذه الخطة مع بعض "التعديلات التكتيكية والاستراتيجية"، وإغلاق فُوّهة البركان وإعطاء فرصة لإعادة الإعمار، خاصة في ظل تغيّر في أدبيات الموقف الأمريكي سياسيًا وإنسانيًا تجاه غزة، ورفض إعادة احتلالها.