facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأردنُ بوابةُ التاريخ


أ.د. مصطفى محمد عيروط
03-10-2025 09:52 AM

أقترحُ مع بدايةِ العامِ الجامعيِّ ٢٠٢٥/-٢٠٢٦ أنْ يكونَ التركيزُ في الجامعاتِ على التعليمِ الوجاهيِّ بدلاً من التعليمِ عن بُعدٍ، وتوجيهَ وتوعيةَ الطلبةِ بأنَّ الأردنَ بوابةُ التاريخِ، وكذلك في المدارسِ وعبرَ الإذاعةِ المدرسيةِ الصباحيةِ، وعبرَ إعلامٍ مهنيٍّ ودورِ الناشطينَ عبرَ قنواتِ التواصلِ الاجتماعيِّ.

فالأردنُ لم يكنْ عبرَ التاريخِ مجردَ مساحةٍ جغرافيةٍ بين سهولٍ ووديانٍ وجبالٍ وصحراءَ، بل كانَ دائماً بوابةً للأمةِ العربيةِ والإسلاميةِ نحو فلسطينَ، وحصناً متقدماً للدفاعِ عن القدسِ والمقدساتِ. ومنْ يقرأْ صفحاتِ التاريخِ يجدْ أنَّ هذهِ الأرضَ شكّلتْ قلبَ المشرقِ ودرعَهُ المتينَ، ومعبراً رئيسياً للجيوشِ الفاتحةِ والمدافعةِ.

فمنذُ صدرِ الإسلامِ، حينَ انطلقتْ جيوشُ المسلمينَ في عهدِ الخليفةِ الراشدِ أبي بكرٍ الصديقِ رضيَ اللهُ عنهُ لفتحِ بلادِ الشامِ، كانتْ أرضُ الأردنِ مسرحاً لأولى المواجهاتِ الكبرى مع الرومِ. وأقترحُ أنْ تُنظَّمَ رحلاتٌ، وتُصوَّرَ وتُنشَرَ عبرَ الإعلامِ وقنواتِ التواصلِ الاجتماعيِّ إلى المناطقِ، حتى يُربَطَ التاريخُ القديمُ والأوسطُ والحديثُ، ويُعزَّزَ الانتماءُ والولاءُ، وكلُّ المناطقِ في الأردنِ تاريخيةٌ وجميلةٌ. فعندما كنتُ عميداً لكليةِ إربدَ الجامعيةِ، نظمنا أنا وجامعةُ البلقاءَ التطبيقيةِ رحلةً إلى الأرضِ المستعادةِ في الباقورةِ، وكنتُ يومياً أسوِّقُ المناطقَ الجميلةَ التاريخيةَ في محافظةِ إربدَ ومنها الشعلةُ. وبالمناسبةِ أدعو الجميعَ إلى زيارةِ هذهِ المنطقةِ الجميلةِ جداً، والمستثمرينَ إلى التفكيرِ في إقامةِ فنادقَ ومشاريعَ سياحيةٍ فيها وكلِّ المناطقِ الجميلةِ، وأنْ تُقدَّمَ برامجُ بسعرٍ منخفضٍ من منظمي المكاتبِ السياحيةِ. ففي معركةِ فحل/بيسان (13هـ) ومعركةِ اليرموكِ الشهيرةِ (15هـ/636م) التي وقعتْ على الأرضِ الأردنيةِ، تحقَّقَ النصرُ الحاسمُ الذي فتحَ الطريقَ إلى القدسِ، وجعلَ من الأردنِ بوابةَ الفتحِ الإسلاميِّ.

وفي العصورِ اللاحقةِ، ظلَّ الأردنُ مركزاً استراتيجياً بالغَ الأهميةِ. فالأمويونَ جعلوا منهُ ممراً للجيوشِ والتجارةِ والحجِّ، والمماليكُ شيَّدوا فيهِ قلاعاً وحصوناً مثلَ قلعةِ عجلونَ لحمايةِ طرقِ الحجِّ والدفاعِ عن القدسِ. أما في زمنِ الحروبِ الصليبيةِ، فقدْ لعبتْ مدنٌ مثلُ الكركِ والشوبكِ دورَ الحصونِ الأماميةِ التي تصدّتْ للغزاةِ، وكانتْ قاعدةً لصلاحِ الدينِ الأيوبيِّ في معركتِهِ الكبرى، معركةِ حطينَ عامَ 1187م، التي أعادتِ القدسَ إلى حضنِ الأمةِ.

ومعَ العهدِ العثمانيِّ، استمرَّ الأردنُ محطةً استراتيجيةً للجيوشِ في طريقِها إلى فلسطينَ، ومعبراً أساسياً لطرقِ الحجِّ والتجارةِ، ليَبقى على الدوامِ صلةَ الوصلِ بينَ المشرقِ العربيِّ ومقدساتِهِ.

واليومَ، يواصلُ الأردنُ دورَهُ التاريخيَّ بقيادةِ جلالةِ الملكِ عبدِ اللهِ الثاني ابنِ الحسينِ، الذي يحملُ الرايةَ الهاشميةَ في الدفاعِ عن القدسِ والمقدساتِ الإسلاميةِ والمسيحيةِ. فمنذُ توليهِ العرشَ، لم يتوقفْ عن التأكيدِ في المحافلِ الدوليةِ على حقِّ الشعبِ الفلسطينيِّ في إقامةِ دولتِهِ المستقلةِ على ترابِهِ الوطنيِّ وعاصمتِها القدسِ الشرقيةِ، متمسكاً بالوصايةِ الهاشميةِ التي تشكلُ امتداداً لدورِ الأجدادِ عبرَ القرونِ.

وهكذا يتجسدُ الربطُ بينَ الماضي والحاضرِ: فكما كانَ الأردنُ بوابةَ النصرِ والدفاعِ عن فلسطينَ في معاركِ اليرموكِ وحطينَ، فإنَّهُ اليومَ، بقيادتِهِ الحكيمةِ، يظلُّ الحارسَ الأمينَ على القدسِ والمدافعَ الصلبَ عن القضيةِ الفلسطينيةِ، مؤكداً أنَّ هذهِ الأرضَ ستبقى عبرَ العصورِ بوابةَ العربِ والإسلامِ وبوابةَ النصرِ والدفاعِ عن فلسطينَ.

للحديثِ بقيةٌ.
صفحاتٌ من تاريخِ الأردنِ.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :