facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الصعود الاستراتيجي للمقاومة الفلسطينية


د. بسام العموش
04-10-2025 11:01 AM

بإعلانها الحصيف بقبول خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لوقف الحرب في غزة ، حققت حركة حماس والمقاومة الفلسطينية عشرة أهداف استراتيجية على الأقل وأصبحت مثالا يحتذى في حسن التعاطي مع التحديات والأزمات والمفاوضات السياسية. كان الجميع يدرك بأن الحركة أصبحت بعد طرح ترمب لخطته في موقف حرج بل في ظل تهديد وجودي، وأصبح العالم يترقب ردها الذي كان له ثلاثة احتمالات رئيسة؛ أولها: رفض الخطة، ومآل ذلك استمرار الإبادة الجماعية والتجويع البربري وإلقاء الحركة والمقاومة نفسها في الجحيم الذي هددها بها ترمب. وثاني الاحتمالات: قبول الحركة بالخطة كما هي وبذلك نصحها الكثيرون، ومآل ذلك ان تلزم الحركة نفسها باستسلام مذل وتنازل مهين عن الثوابت الفلسطينية والعربية والاسلامية وهذا سيسجل ضدها في تاريخ القضية الفلسطينية. وأما الاحتمال الثالث فهو الموافقة المشروطة او ما يمكن وصفه بصيغة " نعم، ولكن". وكان هذا رد الحركة ولكنها أبدعت في إخراجه بحيث يظهر للعالم بأنها موافقة على خطة ترمب رغم تحفظها على العديد من بنودها وبخاصة بند نزع السلاح والقبول بمجلس السلام الذي يرغب ترمب بترأسه مع توني بلير في إدارته والذي قد يضع قطاع غزة رهينة لأطماع العديد من الاطراف الدولية والاقليمية واستبدال الاحتلال الاسرائيلي باحتلال أمريكي يبقي التحكم الاسرائيلي بالقطاع والضفة قائما.

تعاملت الحركة مع الخطة كجراح ماهر يشرح جسدها بشكل يستأصل الورم الخبيث منه دون ان يؤثر ذلك على سائر الجسد، فميزت بين النقاط التي تلزمها والبنود التي تحتاج الى اجماع وطني ولا ينبغي ان تتخذ قرارا بشأنها بعيدا عن الكل الفلسطيني. البيان الذي وفقت حماس بصياغته حقق بفضل الله لفلسطين ولها عشرة أهداف استراتيجية هامة على الاقل:

1. نزعت حماس فتيل الحرب ووضعت قطاع غزة على سكة وقف الحرب والإبادة الجماعية وإيقاف المجاعة الظالمة التي فرضها الاحتلال على أهلنا في غزة.

2. ساهمت في تثبيت أهل غزة على أرضهم وإبطال أي ذريعة لدى الاحتلال وداعميه لتهجير الفلسطينيين بعيدا عن وطنهم.

3. يسرت سبيل إطلاق سراح الاسرى من الطرفين، ولا يخفى ما في ذلك من أثر ايجابي على الرأي العام الفلسطيني والاسرائيلي والاقليمي والدولي.

4. حافظت على التأييد العالمي المتصاعد للقضية الفلسطينية وخاصة في أمريكا وأوروبا والاوساط العالمية الاخرى.

5. تقدمت خطوات هامة في طريق المصالحة الفلسطينية ورأب الصدع المنتظر طويلا بين قوى المقاومة والسلطة الفلسطينية إذ رفضت الحديث عن البنود التي تستدعي إجماعا وطنيا ووافقت أن يدير القطاع هيئة مستقلة.

6. قلبت الطاولة على نتنياهو وحكومته المارقة عندما فاجأته بالموافقة المبكرة وبشكل حقق رضا ترمب السريع والعالم من ورائه في توقيت لم يتوقعه ووضعه تحت أمر واقع لا يرغب فيه ولكنه اضطر لمسايرته.

7. عززت المواقف العربية والاسلامية المشتركة عندما تماهت إيجابيا مع جهود الدول العربية والاسلامية الدبلوماسية ودول الوساطة المشكورة مما يقوي الموقف العربي والاسلامي إقليميا ودوليا وخاصة في مواجهة أخطار تصفية القضية الفلسطينية.

8. رسخت المقاومة موقعها كحركة تحرر وطني فلسطيني متسق مع القانون الدولي ويمارس حقه في تحرير بلاده من احتلال غاشم بنهج لا يتنازل عن الثوابت ويتفاعل بمسئولية واقتدار وواقعية ورؤية سياسية متزنة تجعله عنصرا مهما واستراتيجيا وقياديا في حاضر ومستقبل القضية الفلسطينية.

9. رغم كل محاولات التشويه التي تعرضت وتتعرض له المقاومة وعلى رأسها حركة حماس فلسطينيا وعربيا ودوليا، إلا أنها وبقرارها الاخير وحسن توظيفها له في حل أزمة دولية طاحنة قد زادت من شعبيتها واحترام الجماهير لها فلسطينيا وعربيا وإسلاميا ودوليا.

10. كل ما سبق أنتج حالة سامقة من الصعود الاستراتيجي للمقاومة جعلها تستحق مكانة قيادية أولى في فلسطين بل شريكا لكافة الدول العربية والاسلامية في سعيها لتحرير الاراضي المحتلة وعاصمتها القدس الشريف كما تستحق أن يقف العالم الحر بجانبها ويدعمها احتراما لعدالة قضيتها ونبل رسالتها حتى تسقط وصمة الارهاب المصطنعة عنها كما سقطت عن حركات نلسون مانديلا وأحمد الشرع وأمثالها، تلك التهمة الظالمة التي ألصقتها بها الدول المؤيدة للاحتلال الغاشم الذي بات اجرامه جليا للعالم أجمع.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :