ما اردتم السلام ابدا وإنما كسب الوقت
د.محمد البدور
04-10-2025 12:59 PM
خطة ترامب بمثابة هدنة لاترسي قواعد للسلام ابدا وخلاصتها وقف الحرب وإخراج إسرائيل من مأزق غزة وتوفير مناخ سياسي لترتيب اوضاعها بالشكل الامريكي الاسرائيلي والحقيقة ان معالجة اصل المشكلة وهو تحرير الارض والانسان من إحتلال إسرائيل وهذا ماتجاهلته الخطة وراحت لتبحث في ظروف عيش الفلسطينيين الانسانية بوصاية دولية وفقا لاجندات إسرائيل ومخططات امريكا وترتيباتها السياسية في غزة ولاحقا في المنطقة كلها.
على اية حال هذه الحرب لم تحقق قيمة سياسية مضافة لاسرائيل بل على العكس خسفت كيانها عسكريا وسياسيا وإنسانيا وحتى دوليا كما انها لم تحقق مكاسب لحماس وكانت مغامرة غير مدروسة دفع شعب غزة ثمنها باهظا وليس لدينا اليوم متسعا اكبر للعواطف والسرديات لنتحدث عن البطولات لطالما الخسائر اعظم من المغانم ويكفينا إشعالا للحروب والانتصارات والمراجل على وسائل التواصل الاجتماعي
فالحقيقة المرة ان ماتقضيه امريكا لاراد له الا الله في ظل الانقسام الفلسطيني مابين سلطة تساوم ومابين فصائل تقاوم ووهن الموقف العربي والاسلامي وتهاون الموقف الدولي
على شعب إسرائيل ان يرمي نتنياهو في غياهب السجون وان يلقي بحكومته المتطرفة في مزبلة التاريخ وقد اغرقتهم باوهام إنتصارات كاذبة دفعت فيها إسرائيل ثمنا باهظا من هيبتها وامنها وتيقن الاسرائيليون انهم لو كانوا في بروج مشيدة لم يأمنوا على حياتهم مالم تأمن حياة الفلسطينيون.
على شعب إسرائيل ان يستفيق من غفلته وان يدرك ان امريكا ما ارادت السلام لها ابدا وإنما ارادت كسب الوقت لترتيب مصالحها وسيبقى البركان الفلسطيني ملتهبا مالم يتم الاعتراف بحقوق الفلسطينيين وإقامة دولتهم المشروعة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية والتخلي عن اوهام بناء الدولة الكبرى لاسرائيل
هذه الخطة للرئيس ترامب منقوصة الادوات والاليات وتحتاج ترتيبات غير مفهومة حتى للشركاء لاعادة إحياء غزة وستغرقها في فوضى عارمة من الاقتتال الداخلي وتصفية الحسابات وستتيح الفرصة لاسرائيل للعب على اوتار الفتنة بين الفرقاء والعملاء والاشقاء لتبقى على حافة الحفرة الامنية التي ستحفرها للايقاع بالفلسطينيين
وهكذا ستبقى دوامة العنف مستعرة بين وقت وحين