الاردن كان مستعدا لفتح جبهته في حرب تشرين
د.بكر خازر المجالي
05-10-2025 04:47 PM
حين كانت حرب تشرين في السادس من تشرين الاول 1973 ، والتي تمت بتخطيط مصري سوري ولكن دون الاعلان عن موعد ساعة الصفر التي احتفظ بها المصريون ، توجهت الانظار الى الجبهة الاردنية وهل يمكن ان يتم فتحها كما حصل في حرب حزيران 1967 ؟
لم يكن للاردن اية علاقة بهذه الحرب ، واستثني من اية معلومات أو تخطيط ، ولكن حين تطور الموقف على جبهة الجولان ليصبح صعبا كان طلب القيادة السورية من المرحوم الملك الحسين طيب الله ثراه أن يرسل قوات الى الجبهة الجنوبية لتعزيز الدفاع السوري ومنع اية حركة التفاف باتجاه طريق درعا دمشق .
كانت استجابة القائد الأعلى الملك الحسين طيب الله ثراه السريعة والفورية باختيار اللواء المدرع 40 كواحد من خيرة تشكيلات القوات المسلحة ودفعه فورا الى الجبهة الجنوبية .
أخذ اللواء الاردني مواقعه بسرعة ودخل الاشتباك مع العدو وأدى دوره باحترافية وقوة وخاض معركتين رئيستين بومي 16 و19 تشرين الاول 1973 ، وقدم 23شهيدا على ارض الجولان العربية .
وكثرت التساؤلات عن عدم فتح الجبهة الاردنية واستغلال الانتصار "الذي وصف بالمحير " ، وكانت الاجابة تفتصر على أن فتح الجبهة سيسمح للعدو باستخدام كامل الارض الاردنية في عمليات الالتفاف والاختراق ، وأن الارض الاردنية سهلة باتجاه درعا ونصيب من عند نهاية بدء مجرى نهر اليرموك وصالحة لتقدم كل انواع الاليات. وأنه يكفي أن الجيش الاردني على الجبهة قد نجح في تثبيت قوات للعدو على طول الواجهة .
ولكن كان للاردن خطة للتدخل إذا ما تطور الموقف ، فقد دفع الجيش الاردني بقوات المظليين الى منطقة جسر الملك حسين لتنفيذ عمليات هناك باتجاه الجسر الى اريحا والقدس ، وكانت قوات اردنية اخرى جاهزة للاختراق على جسر الامير محمد " داميا " لتنفذ عمليات باتجاه محور الجسر الى نابلس .
حسابات الاردن دوما تتجاوز الحسابات العسكرية بقرار خوض اية معركة طالما الامر هو من أجل الدفاع عن الارض العربية ، وان رسالة الاردن الواضحة التي لا تهاون فيها ولا اي تنازل حين يكون الامر يتعلق بالعروبة والقومية .
ودخول القوات الاردنية في حرب تشرين هو اشتراك فعلي ، وأن القوات الاردنية في الجبهة الجنوبية من الجولان هي امتداد لكل الجبهة الاردنية ـ وأننا أمام عدو لا تفريق عنده في المكان والاتجاه .
وفي هذه الذكرى نترحم على كوكبة الشهداء الذي ضحوا في المعركة ونحيي القادة جميعهم من بقي ومن ارتحل لدورهم البطولي من اجل الوطن والعروبة.