facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مفاوضات على حافة الجفرافيا والتاريخ ..


محمد حسن التل
08-10-2025 06:43 PM

إشارات متفائلة تأتي من شرم الشيخ من قبل الأطراف المشتبكة مع مفاوضات تنفيذ بنود خطة الرئيس الأمريكي لايقاف الحرب على غزة.

حماس على ما يبدو ذهبت إلى المفاوضات بقرار الدفع بقوة إلى انهاء الحرب واستعدادها لتقديم تنازلات بمقابل رفع المأساة عن الفلسطينيي..
في المقابل تذهب الحكومة الإسرائيلية اى هذه المفاوضات بنفس "المنتصر" التفرض شروطها حسبما تشاء!!

من نوادر الحروب والصراعات أن تجري المفاوضات بين الأطراف المشتبكة تحت النار، وهذا ما يجري اليوم في غزة، ففي الوقت الذي تبدي واشنطن ارتياحها من سير المفاوضات أمريكية
وأنها تسير في الاتجاه الصحيح يخضع نتنياهو للضغوطات التي مارسها عليه بن غفير وسموترتش بأن تكون هذه المفاوضات تحت النار في محاولة منهما ومن خلفهما إفشال مساعي انهاء الحرب لأنهما يران فيها طريق نحو هدفهم التاريخي الذي يؤمنان به المتمثل بأخذ كل فلسطين ومساحات واسعة من الجغرافيا العربية ..
عندما تختل موازين القوى بكافة أشكالها يضطر طرف إلى قبول وضع مشوه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

حماس والدول العربية المشتبكة مع الملف اضطرت أن توافق على هذا الواقع المشوه وإنقاذ ما يمكن إنقاذه نتيجة الحرب ومحاولة ورفع الموت والتدمير عن الفلسطينيين في غزة، أخذين بعين الاعتبار إعلان الرئيس الأمريكي بأن أبواب الجحيم ستفتح على حماس والشرق الأوسط إذا لم تنجح المفاوضات ومن الطبيعي أن تتحمل حماس مسؤولية هذا الفشل حسب الانحياز الأمريكي لأن ترامب سيعتبر هذا الفشل صفعة لمساعية لإظهار نفسه كرجل سلام ، في الوقت الذي يسعى لنيل جائزة نوبل للسلام،
وقصة الـ72 ساعة لتسليم الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية الأرجح أنه كان مرتبطا مرتبطا بتاريخ إعلان نتيجة جائزة نوبل التي من المقرر أن يكون الإعلان عنها الجمعة القادم 10 أكتوبر ..

في المقابل لا يمكن الثقة بنتنياهو أنه ذهب إلى المفاوضات بنية إيقاف الحرب، فهذه فكرة خارج نطاق تفكيره، ولم يدخل باعتباره منذ انطلاقها وهو غير معني أو على الأقل غير متعجل لاستعادة الأسرى، لأنه يعلم أنه في حالة استعادتهم ستسقط ذريعته بالاستمرار في الحرب وسوف تزداد عزلة إسرائيل وستتراكم خسائرها على المستوى العسكري والسياسي والاقتصادي.

السنتان الماضيتان أثبت مسارات اثبتت أنه غير معني بككل المحولات التي جرت لإنهاء الحرب، ليس من أجل حماية مستقبله السياسي فقط بل يعبر في موقفه بكل صراحة أن حرب غزة منحت له طريقاً واسعاً نحو تنفيذ جزء كبير من مشروعه التملودي وهو لا يخفي ذلك كما يرى أنه يقترب من تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد تكون إسرائيل صاحبة الكلمة والقرار فيه، و لا بد من التذكير بأن هذا المشروع مطروح من أكثر من أربعة عقود وكان صاحب فكرته شمعون بيريز أحد عرابين تأسيس الكيان الإسرائيلي وهذا يؤكد أن الإسرائيليين عندما يتعلق الأمر بخططهم ومشاريعهم يكونوا متحدين بموقف ملتفين مشروعهم القائم على مصلحة على المبادئ الصهيونية.. فشمعون بيريز عملياً كان خصماً قوياً لليكود الذي يسيطر عليه منذ عقدين نتنياهو ، الذي عمل على تحطيم حزب العمل وبيريز أحد أركانه، لكن عندما يتعلق الأمر بالهدف الصهيوني الكبير يتوحد هؤلاء ويتجاوزوا كل الخلافات.

في العودة إلى المفاوضات الجارية فالمؤشرات تقول أنها لا زالت تدور حتى الساعة حول الإطار العام والشكل الفني وترتكز حول كيفية تسليم الرهائن وإدخال المساعدات وهاتان النقطتان لا تشكلان أي عمق في الحل النهائي لإيقاف الحرب فهناك شكوك تزداد بأن الطرف الإسرائيلي في حال استعاد الأسرى سيسعى لإفشال المفاوضات وسيدير ظهره حتى لفكرة إدخال المساعدات وإذا لم يحصل الرئيس الأمريكي على جائزة نوبل ساعتها سيتراجع اهتمامه بهذا الملف والنتيجة أن هذا الوضع سيكون بمثابة ضوء أخضر لإسرائيل لفعل ما تشاء في حربها على غزة.

إسرائيل ستتشبث بعد تسليم الأسرى بعقدة تسليم سلاح حماس، وبقية فصائل المقاومة، وقادتها يعلمون جيداً أن هذا المطلب لن يتحقق في المدى المنظور ورد حماس على خطة ترامب لم تشر إلى هذا الموضوع من قريب أو بعيد، بل أنها ربطت كل بنود المبادرة باستثناء تسليم الأسرى بالتوافق الفلسطيني وهذا طريق طويل يستغرق وقتا أطول فهل يرضى الاسرائيليون ؟

الجغرافيا تشكل عقبة كأداء أمام استمرار المفاوضات بتفاؤل لان اإسرائيل موقفها واضح نحو بقائها بمساحات واسعة في القطاع وهذ ما ترفضه حماس ..

الأخبار تسير أيضا أن المقاومة ربما تفاجأ الجالسن على طاولة المفاوضات بأنها لن تسلم جميع الرهائن حتى تنسحب اسرائيل من كافة قطاع غزة وهذا الموقف يشكل لغما كبير على طريق الاتفاق.. ورغم كل هذا فإنه من الوارد أن يستطيع الوسطاء أن يحدثوا إختراقا في المفاوضاث يؤدي الى انجاحها ولو بالحد الأدنى يؤدي إلى إيقاف الحرب الذي يرى فيه الغزيون انقاذا لما تبقى لهم من حياة!!!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :