قبل ان اكتب هذه السطور حرصت ان اقضي ٨ ايام داخل اروقة قصر العدل في مختلف اقسامه والاحتكاك مع موظفيه، قد يكون هناك شكاوى من المواطنين من تعقيد الإجراءات الحكومية بشكل عام، ولكن هناك مؤسسات رسمية تميزت وابدعت وتستحق الإشادة لما تبديه من كفاءةٍ في الأداء وحُسنٍ في التعامل،

ويأتي قصر العدل في عمّان في طليعة هذه المرافق التي تعكس وجهًا حضاريًا للدولة ومؤسساتها القضائية.

قضيتُ أسبوعًا كاملًا بين أروقة قصر العدل، متنقلًا بين مختلف أقسامه ومحاكمه، واحتككتُ بالعاملين فيه من قضاة وموظفين وإداريين، فلم ألمس سوى الرقي في التعامل، والسرعة في الإنجاز، ودماثة الخلق التي تميّز كوادر هذا الصرح العدلي.

يستقبل قصر العدل يوميًا مئات المواطنين والمحامين والمتقاضين، ورغم ضغط المراجعين، ينجح العاملون هناك في تنظيم العمل بسلاسة لافتة.

تُلاحظ منذ اللحظة الأولى هالة المكان ممزوجة بسعة صدر الموظفين وحُسن الاستقبال والإرشاد، وحرصهم على تقديم المعلومة بدقّة واحترام، مما يعكس التزامًا حقيقيًا بروح الخدمة العامة.

كما أن التحول الإلكتروني في العديد من الإجراءات ساهم في تجويد الخدمات وتخفيف الوقت والجهد، وأصبح المواطن اليوم قادرًا على إنجاز معاملته بسرعة، دون الحاجة إلى الانتظار الطويل الذي كان يرافق المعاملات سابقًا.

ما يلفت الانتباه أيضًا هو البيئة التنظيمية والنظافة العامة في مرافق قصر العدل، مما يمنح الزائر شعورًا بالاحترام والانضباط، ويجسّد صورة مشرّفة لمؤسسة عدلية تمثّل ركنًا أساسيًا في هيبة الدولة وسيادة القانون.

إن ما لمسته خلال تلك الأيام يدفعني إلى القول إن قصر العدل في عمّان يشكّل نموذجًا ناجحًا في الخدمة الحكومية المتحضّرة، ويستحقّ الإشادة به وتسليط الضوء عليه ومثالا يُحتذى به في مؤسسات أخرى. فحين تجتمع المهنية مع الأخلاق، يصبح أداء المؤسسة انعكاسًا صادقًا لجوهر العدالة.

حفظ الله الأردن شامخا عزيزا وحفظ جلالة الملك المفدى وقرة العين سمو ولي العهد الامين..