facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عبدالله الثاني .. حين حملت السماء صوت العدل وسار الهاشمي على طريق القدس وغزة


بهاء الشنتير
12-10-2025 05:45 PM

في عالمٍ يموج بالظلم والمصالح، ويضيع فيه صوت الحق بين ضجيج السياسة ومكر القوى، ينهض من عمّان صوتٌ لا يشبه سواه... صوت جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم قائدٌ واثق الخطى، نقيّ الموقف، عربيّ الملامح والوجدان، هاشميّ الرسالة والعزيمة.

قائدٌ كتب في سفر التاريخ أن الحق لا يُدافع عنه بالكلمات وحدها، بل بالمواقف التي تزرع النور في وجه العتمة.

منذ أن حمل جلالته راية الحكم، حمل معها همّ الأمة وقضيتها الأولى: فلسطين. لم تكن فلسطين بالنسبة له مجرد عنوانٍ سياسي أو قضيةٍ تتجدد في الأزمات، بل كانت نبضًا في قلبه، وإيمانًا يسكن وجدانه، وعهداً لا يتبدل مع الزمن.
ومنذ اندلاع العدوان على غزة الصامدة، تحرك جلالته كقائدٍ لا يعرف التردد، وكأخٍ يرى في معاناة الغزيين وجع أهله وأبنائه.

في وقتٍ اكتفى فيه الكثيرون بالصمت، كانت كلماته تشق جدار اللامبالاة في العالم، لتذكر بأنّ في هذه الأمة من لا يقبل أن يُهان الإنسان، ولا أن يُطفأ نورُ الحياة في عيون الأطفال. قالها جلالته للعالم أجمع بصوتٍ ثابتٍ يحمل عزة الهاشميين:

“السكوت على ما يجري في غزة ليس حيادًا... بل جريمةٌ في حق الإنسانية.”

تحرك جلالته في الميادين الدولية كقائدٍ يرى أبعد من حدود الجغرافيا، ويؤمن أن العدل لا يُجزّأ.

وفي كل محفلٍ — من الأمم المتحدة إلى القمم العربية والإسلامية — كان الملك عبدالله الثاني مرجع الموقف، ومرتكز العدل، ولسان الضمير العربي والإسلامي. تحدث ببلاغة الموقف لا بزخرف القول، وقال للعالم إن العدوان على غزة ليس حربًا ضد فصيل، بل اعتداءٌ على الحياة نفسها.

لكنّ الموقف عند جلالته لم يتوقف عند الخطاب، بل نزل من علياء القول إلى ميدان الفعل.
فأطلق الجسور الجوية الأردنية نحو غزة، طائراتٍ لا تحمل الموت بل تحمل الأمل، تخترق الظلام لتصل بالأدوية والغذاء والماء إلى المستشفيات المدمّرة والملاجئ المزدحمة.
كانت الطائرات الأردنية طيورَ رحمةٍ تطير على جناح الشرف الهاشمي، تنثر في سماء غزة رسائل الأردن الخالدة: أن العروبة فعل، والإنسانية واجب، والمروءة قرارٌ لا يؤجل.

وأمر جلالته بإنشاء المستشفيات الميدانية الأردنية التي غدت في قلب الدمار مناراتِ شفاءٍ وكرامة، تعالج الجرحى وتواسي الأرواح، وتقول للعالم إن الضمير ما زال حيًّا في هذا الشرق.

ظلّ جلالته متابعًا التفاصيل ساعةً بساعة، لا يهدأ له بال حتى يتحقق ما خرج من أجله — وقف إطلاق النار وإنقاذ الأرواح.

في الوقت الذي كانت العواصم تكتفي ببياناتٍ باردة، كان جلالته يحرك الدبلوماسية الأردنية كفرسان الحقّ في ميدانٍ صعبٍ لا يعرف المجاملة.
وظلّ ثابتًا كالأرض التي أنجبته، لا تزعزعه رياح السياسة، ولا تُغريه حسابات المصلحة.

لقد قدّم جلالته للأمة والعالم درسًا خالدًا في معنى القيادة الهاشمية الأصيلة: قيادةٌ لا ترفع الصوت إلا لنصرة المظلوم، ولا تمدّ اليد إلا بالعطاء، ولا تعرف الحياد حين يكون الصراع بين العدالة والعدوان.

وحين سكتت المدافع أخيرًا، وسكن صوت القصف في غزة، كان اسم الأردن يُذكر في كل بيتٍ فلسطيني، واسم الملك عبدالله الثاني يُروى كقصةٍ من الشرف والنخوة والعزيمة.
ظلّ ثابتًا حتى آخر لحظة، لم يهدأ قبل أن يتحقق وقف إطلاق النار، وكأن قلبه يخفق بإيقاع المدينة المحاصرة، وكأن كل طفلٍ في غزة هو ابنه الذي لا ينام قلبه حتى يطمئن عليه.

لم ينتظر جلالته شكرًا، ولم يسعَ لمديح، لأنه يدرك أن المجد الهاشمي لا يُطلب... بل يُورّث بالعمل والواجب.
هو حفيد من نادى يومًا بالثورة الكبرى، وسليل من رفع راية العرب الأولى، وريث من نذر نفسه لخدمة الأمة والدفاع عن المظلومين.

لقد كان جلالته في تلك الأيام العصيبة صوتًا يشبه الأوطان حين تتكلم، وضميرًا يشبه القدس حين تصلي، وموقفًا يشبه النهر حين يفيض بالكرامة.
هو الملك الذي جمع بين حكمة الهاشميين، وصلابة الفرسان، وإنسانية الأنبياء في عطائه وتواضعه ومحبته.

إنّ التاريخ، وهو يسجّل فصول هذه المرحلة، سيكتب أن الملك عبدالله الثاني لم يقف على الحياد، ولم ينحاز إلا إلى الضمير الإنساني، وأنه ظلّ على العهد حتى آخر رصاصة، وآخر دمعة، وآخر جسرٍ جويٍ من عمّان إلى غزة.

وفي عمّان، حيث الوفاءُ يُكتب بالحروف الهاشمية، سيبقى هذا الوطن بقيادته النبيلة منارةَ الشرف، ورايةَ الكرامة، وصوتَ الأمة الذي لا يخرس مهما اشتدّ الضجيج.
ومن هنا، من أرض الحسين والهاشميين، نقولها بفخرٍ يليق بالمقام:

حفظ الله جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، درع العروبة وحارس الكرامة، ورافع راية الحق في زمنٍ خفتت فيه الأصوات.
حفظ الله الأردن، وطن المبدأ والرسالة، أرض النخوة التي لا تجف، والعزة التي لا تنكسر.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :