الأمـن الـوقـائـي .. رؤيــة ودور ورسـالـــة
أحمد الحوراني
12-10-2025 06:01 PM
قبل نحو عدة أيام قادني بعض شأني إلى مراجعة إدارة الأمن الوقائي أحد أبرز الإدارات التي تنضوي تحت مظلة مديرية الأمن العام، والتقيت الرجل الأول المسؤول عن إدارة مفاصل العمل برمّتها في الإدارة وعلى امتداد دقائق معدودة كانت ثرية في المضمون والمحتوى، شرعتُ أُثني على الجهود الجبارة التي تقوم بها على مدار الساعة من خلال الكفاءات الفنية والإدارية الضليعة للقيام بالمهام والمسؤوليات الجِسام الموكلُ للإدارة القيام بها وعلى تشعباتها في أرجاء المملكة، وجميع ذلك يتم بيقظة واحترافية وذكاء ينمُّ عن معرفة وشمولية واتقان في أداء الدور المطلوب منها على أكمل وجه بما ينسجم وهنا النقطة الأهم حين التقطت إدارة الأمن الوقائي توجيهات الإدارة العليا للأمن العام لترجمة الحقيقة التي ما انفكّ جلالة القائد الأعلى الملك عبدالله جلالته يتحدث بها وبما مضمونها العمل بروح الفريق الواحد لتحقيق الأهداف بجدية وبكلفة أقل وزمن أقصر.
فيما مضى كان لي شرف الحديث عن جهاز الأمن العام عمومًا، وعن معظم إداراته خصوصًا، واليوم تزداد قناعتي بأننا في الاتجاه الصحيح عندما تسنح الفرصة للإطلاع عن كثب على حجم الأعباء المناط بإدارة الأمن الوقائي القيام بها بالارتكاز على قيادات إدارية كفؤة نزيهة تتميز بالرصانة والاتزان والمصداقية وتقدم الصالح العام على أي اعتبار آخر، وتتصف بالعدالة والمبادرة والإبداع ومواكبة كل جديد في العالم، لأن جهاز الأمن العام من المؤسسات التي تعمل على إسناد الجهد الوطني الكبير في إحداث وتدعيم مسيرة التنمية والتحديث الشاملة، حيث بات نموذجاً يحتذى به بين مؤسسات القطاع العام نظراً لدوره التكاملي ضمن منظومة الأمن المتكامل، ولا يخفى على كل متابع ومراقب أن ملامح التطوير فيه ليست مستغربة وهي تثلج الصدر وعلى قدر عال من التخطيط وبمنهجية انعكست على ارض الواقع بصورة ملحوظة وعلى مرأى من عين كل مواطن.
لا يعرف دقة عمل إدارة الأمن الوقائي والدور الذي تقوم به والرسالة التي استودعتها أمانة المسؤولية في أعناق القائمين عليها إلا المتتبع لجهود جبّارة يقوم نشامى الإدارة عبر نافذة العديد من الأقسام الداخلية والخارجية المنتشرة في جميع مناطق المملكة التي تؤدي ما عليها باحتراف وبعدالة، ولا يفوتني في هذا الصدد الإشارة إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه المسؤولية المجتمعية (جامعات ومدارس ومؤسسات وهيئات مجتمع مدني) في المشاركة في بناء بيئة آمنة وواعية في المجتمع ككل من خلال برامج تتيح للطلبة القيام بزيارات ميدانية الى مثل هذه الإدارات كي يطلع شبابنا ذكورًا وإناثًا إن وراء شعورهم بالأمن والأمان إدارات ذكية تربط ليلها بنهارها كي يبقى الوطن عصيًا على الاختراق من قبل من يتنكّبون الطريق ويريدون للوطن الظلال.
على مدار سنوات عمل الأمن العام كان للمعادلة الأمنية في الأردن طرفان لم تقل أهمية أي منهما عن الآخر، هما رجل الأمن والمواطن، أيا كان موقعه، وتشهد الأحداث والوقائع أن العلاقة التي قامت بينهما على الدوام علاقة تشاركيه متبادلة وضعت الحفاظ على امن الوطن ومقدراته ومكتسباته في مقدمة أهدافها، ولم تكن هناك مسافات بين مهمة رجل الأمن وتعاون المواطن في أدائها وإنجاحها بروح الإحساس الوطني النابع من الإيمان بأن المؤسسة الأمنية هي درع الوطن وعليها تقع مسؤولية حماية وتأمين أمنة وسلامته وحراسة مسيرته نحو التقدم.