جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله وسدد على طريق الخير خطاه ذلك القائد الهاشمي الذي لم يتزحزح يوما عن موقفه المبدئي والراسخ تجاه القدس الشريف والقضية الفلسطينية العادلة والذي جعل من الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني واجبا مقدسا وموقفا إنسانيا وأخلاقيا قبل أن يكون سياسيا، إن مواقف جلالته النابعة من عمق الإيمان بعدالة هذه القضية ومن انتمائه العربي والإسلامي الأصيل هي امتداد لإرث هاشمي كريم حمل راية القدس وحمى مقدساتها الإسلامية والمسيحية عبر التاريخ.

لقد أثبت الأردن بقيادته الهاشمية وشعبه الوفي أنه يقف دوما في الصف الأول دفاعا عن فلسطين وعن غزة الصامدة التي عانت من العدوان والحصار فكان الأردن كما عهدناه أول من مد يد العون وأول من وقف وقفة الشرف والواجب مقدما الدعم المادي والمعنوي بكل الوسائل الممكنة ومعبرا بالفعل قبل القول عن معنى الأخوة الصادقة والمروءة الهاشمية الأصيلة.

ورغم أن بعض المواقف الدولية قد أغفلت ذكر الأردن ولم تشر إلى تضحياته الكبيرة في صفقة السلام الأخيرة فإن الأردن لم يكن يوما ينتظر الثناء أو الإشادة لأنه يعمل بما يرضي الله أولا وبما يمليه عليه ضميره الإنساني والهاشمي العريق فالأردن لا يتحرك بحثا عن مكسب سياسي بل يتحرك انطلاقا من إيمانه الراسخ بأن نصرة المظلوم واجب وأن الوقوف إلى جانب الحق شرف وأن الدفاع عن القدس وفلسطين هو موقف لا مساومة عليه.

هذا هو الأردن بلد الإنسانية والكرامة بلد المواقف الثابتة الذي لم يتردد يوما في احتضان كل من لجأ إليه من إخوانه العرب الهاربين من ويلات الحروب والدمار في بلدانهم ففتح أبوابه وقلوبه وشاركهم لقمة العيش والمأوى ومصادر الرزق دون تمييز أو تفرقة فكان بحق وطنا للإنسانية وواحة للأمن والاستقرار لكل من قصد أرضه الطيبة.

إن الأردنيين جميعا يقفون اليوم صفا واحدا خلف قيادتهم الهاشمية الحكيمة مؤمنين بأن ما يقوم به الأردن من مواقف ومبادرات إنسانية هو ترجمة صادقة لرسالة الثورة العربية الكبرى ورسالة آل هاشم الذين حملوا هم الأمة وساروا على نهج العدالة والرحمة والحق لقد كان الأردن وما زال مثالا يحتذى في الثبات على المبادئ وفي الإخلاص للقضية الفلسطينية وفي الدفاع عن القدس التي هي أمانة في أعناق الهاشميين منذ الأزل.

وسيبقى الأردن بإذن الله وبقيادته الهاشمية الرشيدة رمزا للحق والعدل وصوتا شجاعا في وجه الظلم والاحتلال ومدافعا عن كرامة الأمة وحقوقها العادلة كما سيبقى البيت الآمن لكل من طلب الأمان والوطن الذي لا يتخلى عن إخوانه ولا يساوم على مواقفه ولا ينحاز إلا للحق والإنسانية.