تقييف المناصب .. الإدارة المؤسسية
أيهم السليحات
20-10-2025 09:13 PM
بالفترات الاخيرة مؤسسات الدولة لا تخضع للادارة المؤسسية للموارد البشرية في بلدي من ناحية التعينات او ترقية او تحويل المسميات الوظفية، بل تقييف المنصب و الوظيفة لاشخاص معينين، بالتالي المنصب في بلدي لا يأتي عن تدرج وظيفي ولا حسب الشروط من حيث الكفاءة والشخصية ولا خبرة ولا حتى المؤهل العلمي، بل يأتي عند بعض المسؤولين لمصالح شخصية أو (شهوة القلب).. بعضهم يستحق.. وبعض الادارة في بلدي اشتهرت في التوريث والواسطات من اجل تسكيت او تراضي شخص ما وتبادل المصالح على حساب اصحاب الكفاءة الذي لهم الحق في ترقية وتحويل مسمياتهم، وهذا يؤدي إلحاق الضرر في المؤسسة من ناحية المالية والادارية مثل العجز المالي في المؤسسة وترهل الإداري.
نشهد في الفترة الاخيرة تعيينات من خلال استقطاب خارجي وضع الاعلانات بحاجة الى موظفين حسب شهادات والخبرات المطلوبة وهم داخل المؤسسة يحملونها ومؤهلين لاستلامها، وهنا يأتي تقييف المناصب والوظيفة ويتم وضع مواصفات الوظيفية من خلال اعلانات من أجل التراضي لصاحب المعالي او السعادة او العطوفة.. تولي المناصب انها امانة ومسؤولية وهي تكليف لا تشريف او تكريم ولا مفخرة وهي اماني الشعب يجب المحافظة عليها..
قال الله سبحانه وتعالى: (إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا) الأحزاب:72.
ويقول رسول الله: (إذا ضُيعت الأمانة فانتظر الساعة)، قال: “كيف إضاعتها يا رسول الله ”، قال: (إذا أُسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة).
وقد قيل للحسن البصري: من أشد الناس صراخا يوم القيامة، قال: "من رزقه الله بمنصب إستعان به على ظلم الناس".
المنصب لا يدوم .. ولو دامت لغيرك ما وصلت اليك.. والدليل الوزارات وتعديل الوزاري وتولي مناصب في المؤسسة والدوائر... ما يدوم المنصب والذي يدوم حسن الاخلاق عند اي مسؤول.
يعجبني مقولة المشهورة "تزهو بكم المناصب" هنالك من يستحقها في العمل والاخلاص في تطور والازدهار في الموقع الذي يستلمه.. المنصب تكليف وعمل وانتاج وتقديم خدمة للوطن والمواطن لا مشيخة وشوفة النفس.. "من تواضع لله رفعه" ...إن الله يرفع شأن المتواضعين، سواء في الدنيا أو الآخرة.
إذًا، في الختام، المنصب ليس مفخرة أو تكريمًا، بل هو خدمة لقضاء حوائج الناس، ومساعدة للمجتمع. فهو تكليف قبل أن يكون تشريفًا.
فهذا يعني أنّ الشخص هو مَن يُشَّرف المنصب إخلاصاً و نزاهةً و وفاءً، ولهذا الغرض جاء التنصيب.