بعيدًا عن السياسة .. مشكلة فنية كبيرة في الأردن
أ.د. سعد ابو دية
21-10-2025 09:28 PM
لا يوجد عندنا كُتّاب كلمات أغانٍ وطنية، وكثير من الأغاني الآن تراثية في اللحن أو الكلمات، وبعض الكلمات قديمة وصعب أن تنتشر الآن في الوطن العربي وتكون أغنيةً لكل الوطن العربي.
وعندنا مطربون أو مغنّون، ولا توجد كلمات عصرية.
بيننا وبين مصر سنوات ضوئية في كتابة الكلمات.
خذ مثلًا: حسين السيد (ست الحبايب)، ومرسي جميل عزيز (أنا بستناك)، وكامل الشناوي، ومأمون الشناوي، وأحمد شوقي، وبيرم التونسي، وعبد الوهاب محمد، وإبراهيم ناجي، وأحمد رامي.
ولا توجد عندنا أغانٍ وطنية الآن، ولا في مصر الآن أيضًا.
الله يساعد المطربين عندنا؛ ما في كلمات، فيرجعون للقديم، ولذلك لا تسمع الأردنيين يرددون أغنيةً معينة.
ولذلك، حاول البعض أن يسد الفراغ، وقام شاب طفيلي (محمد ؟) اربيحات، بتقديم أغنية في يوم وطني كبير: عودة جلالة الملك حسين -رحمه الله- من مرضه.
وكانت الاحتفالات الضخمة مقصودة، ورسالة للولايات المتحدة، إذ لم يزر بوش، ولا أرسل باقة ورد لجلالته في المستشفى.
وأبدع الأردنيون يومها، كان يومًا مشهودًا، وسدّ الفراغ هذا الشاب الطفيلي، مع غيره طبعًا، وقدم أغنية رددها الجمهور، واللحن من وردة الجزائرية.
والأغنية "هلا بيك"، وأغنية وردة "بتونس بيك وانت معايا".
وأنا كنت على صلة بعازف الكمان في فرقة وردة، وأظن اسمه حاج علي، وكنت أحيانًا أقدّم له هدية يحبها، وكل حفلات وردة دعاني لها، ولم أذهب لها لضيق الوقت.
وأخيرًا، لن تقوم لنا قائمة فنية إذا ظلت الساحة خالية من كُتّاب الكلمات.
رحم الله عبد المنعم الرفاعي، شعره غنائي، ورحم الله سليمان المشيني، وإبراهيم مبيضين، وأخصّ بالذكر الرجل المبدع رشيد زيد الكيلاني، أبدع، ولم أرَ عبقريًا يفري فريه.