كنت في الثانية والعشرين من العمر حين دخلتها موظفا متحمسا لهذا الصرح الجامعي الجميل.

ومن محاسن الصدف ان يأتي عملي في الجامعة الاردنية مع عودة الدكتور عبد السلام المجالي رحمه الله رئيسا للجامعة في الفترة الثانية..وكانت تلك اجمل محطات عمري العملية حيث تعلمت من دولة الرئيس فن القيادة والادارة والتدريب والجراءة في قول الحق والانجاز ، وكيف هي الجامعة بيتك الذي تحميه وتعمل على المساهمة في ان يبقى جميلا خاليا من اي تلوث.

كانت الجامعة مسرحا للفعاليات والأنشطة وكان مهرجان الجامعة السنوي يضيء للناس طريقا جميلا للدخول الى حرم الجامعة وكانت البازارات والمباريات والأنشطة تبدأ من الصباح ولا تنتهي.

خدمت في الجامعة الاردنية ثمانية وعشرين عاما من اجمل ايام حياتي واروعها، وفيها اكملت كل دراستي الجامعية حيث درست الدبلوم العالي في المكتبات والمعلومات. والماجستير في علم النفس التربوي وادين بالفضل لاستاذي المرحوم عبد الرحمن عدس الذي اشرف على رسالتي في الماجستير والدكتوره.

اليوم يواصل معالي الاستاذ الدكتور نذير عبيدات الطبيب النبيل رئيس الجامعة الاردنية مشوار الذين سبقوه ويعمل بجد ونشاط وتواصل دائم من اجل ان تبقى الجامعة تتطور وتتقدم بالبحث العلمي والانجاز والعطاء وها هو قلص مديونية الجامعة ويعمل بقوة من اجل تأهيل البنية التحتية والخدمات والتعليم الإلكتروني. وواصل طلبة الطب دخولهم الى أقوى الجامعات الأمريكية لاكمال تخصصاتهم العليا.

وان هبت مشاجرات في جامعتنا الام وهي التي يسكنها اكثر من خمسة وخمسين ألف طالب وطالبة من الاردن والعالم العربي والإسلامي والعالم ، فليست المسؤولية تقع على الجامعة فقط ..فالاسرة اولا واخيرا هي التي تربي وتعد الجيل فلا بد من ان تقوم الأسرة بدورها الأساسي لتربية ابنائها التربية الصالحة والمحافظة على مقدرات الوطن وخاصة التعليمية منها..وتبقى الجامعة قادرة بفرض العقوبات اللازمة والرادعة على من يقوم بفعل هذه المخالفات والسلوكيات التي لا يسمح بها أي إنسان عاقل.

جامعتنا الاردنية تبقى دافقة متدفقة ..نستظل باشجارها الباسقات وهوائها العليل وتصنيفاتها التي تمضي الى العالمية بكل ثقة واقتدار.

***
للتأمل:
قال الشاعر:
المنى عندنا ثوبها أخضر
باسم اردننا اسمها يكبر
adnanodeh58@yahoo.com