facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




السلام الإسرائيلي يُصنع بالقوة العسكرية


د. حمزة الشيخ حسين
23-10-2025 01:28 PM

بينما تُعقد مؤتمرات السلام وتُرفع الشعارات الوردية عن “التعايش” و”الاستقرار”، تكشف الوقائع الميدانية أن السلام الإسرائيلي لا يُصنع بالحوارات ولا بالمؤتمرات، بل بالقوة العسكرية. فخلال انعقاد مؤتمر شرم الشيخ، تُجري الولايات المتحدة وإسرائيل مناورات جوية مشتركة، في رسالة واضحة بأن السلاح هو لغة السياسة الإسرائيلية الحقيقية.

من يظن أن واشنطن تضغط على تل أبيب لإيقاف توسعها أو جرائمها فهو واهم؛ فالحقيقة أن إسرائيل أصبحت صاحبة النفوذ الأكبر داخل دوائر القرار الأمريكي. لا يستطيع أي عضو في الكونغرس أن ينتقد إسرائيل دون أن يفقد مقعده أو مستقبله السياسي، وهو ما يعكس حجم السيطرة التي تمارسها تل أبيب على مفاصل القرار في الولايات المتحدة.

وليس خافيًا أن سياسات الهجرة والامتيازات التي تُقدّمها الولايات المتحدة لليهود حول العالم تؤدي وظيفة مزدوجة: تُقدَّم إعلاميًا كحق إنساني أو ديني، لكنها عمليًا تُستخدم لتقليل فئاتٍ تُعدّ غير مرغوبة داخل المجتمع الأمريكي. بعبارة أخرى، تمنح واشنطن هذه الامتيازات كوسيلة للتخلّص من بعض الفئات الاجتماعية والسياسية، وفي الوقت نفسه تدعم بها المشروع الاستيطاني الإسرائيلي الذي يحتاج إلى العنصر البشري لاستمرار توسعه في المنطقة.

أما عن سرّ صمود حركة “حماس” أمام تحالف يضم أكثر من 18 دولة غربية وأوروبية، فليس في السلاح أو المال، بل في العقيدة. فالقوة العقائدية هي التي منحتها القدرة على الصمود في وجه التفوق العسكري والتكنولوجي، وأثبتت أن الإيمان بالحق والهدف أقوى من ترسانة الأسلحة.

الدعوات اليوم إلى نزع سلاح الفصائل الفلسطينية ليست سوى محاولة لتصفية ما تبقى من قوة ردع عربية وإسلامية، وهو مطلب يصب مباشرة في مصلحة إسرائيل التي تسعى للهيمنة الكاملة دون مقاومة. فتل أبيب لم تكتفِ بتدمير الدفاع الجوي السوري، بل استهدفت قواعد حزب الله في لبنان، وضربت المنشآت النووية الإيرانية — والهدف من كل ذلك خلق بيئة جغرافية وسياسية خالية من أي تهديد حقيقي لمشروعها التوسعي.

إسرائيل اليوم في “استراحة المحارب”، لكنها تخطط لمرحلة قادمة من التوسع والنفوذ، مستخدمة المال والتقنية والتحالفات لاختراق المنطقة سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا. السنوات القادمة ستكشف إلى أي مدى ستتمكن من فرض واقع جديد، وإلى أي مدى سيبقى العالم العربي متفرجًا على إعادة رسم خريطته دون إرادته…





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :