الانحرافات السلوكية في المجتمعات النامية: كيف يتم التغلب عليها؟
يوسف عبدالله محمود
24-10-2025 02:54 AM
عن الانحرافات السلوكية في المجتمعات النامية حدث ولا حرج. عدم احترام كرامة الوظيفة سلوك شائن تتم ممارسته دون رقابة من النظام السياسي الحاكم. سوء استعمال السلطة. المحاباة. الانحراف المالي. هدر المال العام دون رقابة بل واختلاسه. تجاوز الوظيفة على نحو مفضوح. الهروب من تحمل المسؤولية كل هذه امراض اجتماعية تسود المجتمعات المتخلفة ومنها –مع الأسف- مجتمعاتنا العربية والإسلامية ظاهرة سائدة فيها.
قبل أيام قرأت عن حكم بإعدام وزير صيني بتهمة "الارتشاء". تساءلت لو تم تطبيق هذا الاجراء في البلدان النامية الالاف سيتم اعدامهم!
في المجتمعات النامية ثمة سوء استعمال للسلطة. تجاوز اعتبارات العدالة تتم ممارسته دون خجل او احترام للقيم الإنسانية. المخالفات لمسؤولية الوظيفة العامة، تتم ممارستها دون مخاطبة لضمير من يمارسها. التزوير والرشوة تشهدها المجتمعات النامية دون محاسبة هذا المسؤول او ذاك.
في المجتمعات النامية تتم تغيير الحكومات على نحو غير ديمقراطي.
السؤال الكبير هنا ما أسباب الفساد؟
الأسباب تتعلق بضعف مؤسسات المجتمع المدني وغياب الرقابة عن الفاسدين. ومن الأسباب ايضًا البيروقراطية السائدة في المجتمعات النامية وهيمنة السلطة التنفيذية على الحياة السياسية، هيمنة تفتقر الى الإحساس بالمسؤولية الأخلاقية. خسائر كبيرة تخسرها البلدان النامية التي تهدر مواردها حين تدعم فئات غير مستحقة للدعم. في المجتمعات النامية يسود الفساد الإداري ويطغى تاركًا آثاره السلبية على النمو الاقتصادي لهذه البلدان. الفساد الإداري في هذه المجتمعات يوسع الفجوة بين الأثرياء والفقراء. الأثرياء الواصلون يتهربون من دفع الضرائب بينما يتحمل دفعها الفقراء.
الفساد يثقل كاهل الحكومات التي تجد نفسها عاجزة او شبه عاجزة عن تقديم الخدمات الأساسية لمواطنيها كالصحة والتعليم. الفساد يضعف الاستثمار العام، يتجنى على البنية التحتية لهذه المجتمعات. الاستثمار الأجنبي ينأى بنفسه عن الاستثمار في بلدان غارقة في الفساد.
في المجتمعات النامية تغيب عادة العلاقة الجدلية بين الفرد والمجتمع والفرد والدولة.
والسؤال الهام كيف يجب مواجهة الفساد؟
مواجهة الفساد تتم بوضع الرجل المناسب في الوظيفة التي يجيدها. وهنا تحضرني عبارة للخليفة الراشدي عمر بن الخطاب "رضي عنه" قال: "إن اهون شيء عندي ان اضع واليًا مكان والي اذا اشتكى منه الناس". هذا الخليفة يحاسب الولاة اذا تكاثرت أموالهم على نحو مريب بل ويقاسمهم أموالهم اذا شك في تحصيلها.
تُرى متى تستقيم المجتمعات النامية؟ متى تقتلع الفساد من جذوره؟ متى يحتكم أولياء هذه المجتمعات الى ضمائرهم حين يحكموا؟
youseffmahmouddd34@gmail.com