الدبلوماسية الاردنية تجاه أوروبا
أ.د.محمد المصالحة
24-10-2025 10:47 AM
بات الاردن يمثل افضل دول المنطقة في دبلوماسيته النشطة لتدعيم جسور الصداقة والشراكة مع الدول الاوروبية و على مستويات مختلفة على مستوى التنظيم الأوروبي ممثلا بالاتحاد كمنظمة اقليمية وعاصمتها بروكسل، حيث تتكرر الزيارات الملكية وخطبه في مؤسساته التنفيذية والتشريعية.
وللاردن حضوره القوي في كل اللقاءات الثنائية او الجماعية بين الجانب العربي والاتحاد منذ اعلان برشلونة عام ٩٤ من القرن الماضي والذي شكل حينذاك نقطة انطلاق للحوار العربي الأوروبي على ٣ محاور سياسي واقتصادي وثقافي.
ويسجل المراقبون كثافة المشاركة الاردنية في مختلف اللقاءات الاوروبية، بل وحرص الدول الاوربية على دعوة الاردن لمختلف مؤتمراتها لما تتسم به الدبلوماسية الاردنية من توازن وعقلانية جعلت منه عامل استقرار إقليمي في بيئة حولتها السياسات الاسرائيلية في ربع القرن الاخير إلى أنماط من الصراعات والاعتداءات والانكار المتغطرس للحقوق الفلسطينية.
وآخر الأنماط في العلاقة الاردنية الأوروبية هو تجمع (ميد) المتوسطي ويضم اكثر من عشرة دول من جنوب و وسط وشرق القارة، إن عقد مؤتمر قمة هذا التجمع هو كسب عربي وخاصة للقضية الفلسطينية، علما بان الاردن عمل مع دول اخرى على تشكيله واكدت مخرجات القمة على الوضع في الشرق الاوسط و ركزت كلمة الاردن على قضية فلسطين بإنهاء الحرب على قطاع غزة والمحافظة على التهدئة الشاملة.
يضاف الى ذلك العلاقات الثنائية بين الاردن ودول أوربا والتي يعود بعضها الى اكثر من مئة عام اي منذ نشأة الدولة الاردنية.
وفي تقديري ان الاردن بات يعول على صداقته مع اوروبا من منطلق انه يعمل على تنوع شبكة علاقاته خاصة مع مراكز القوى العالمية، وقد اثبتت أوروبا انها تكن التقدير للسياسة الاردنية ولا تساند سياسات الإملاء من واشنطن على الدول الاخرى وفرض مواقف لا تخدم مصالحه الوطنية مثل طروحات التهجير للشعب الفلسطيني من وطنه.