ميثاق بيننا .. عهد للوطن ومستقبل الشباب
بهاء الدين المعايطة
25-10-2025 09:08 AM
في الأشهر القليلة الماضية، كنت أُرسّخ قلمي لتوثيق حجم زيف الأحزاب والمصالح الكبيرة التي تُستغل لإغراء الشباب بالانضمام إليها. إلا أنني اليوم تمنيت لو أن يدي لم تخطّ تلك الكلمات، وتمنيت لو أن الكلمات كانت تتحدث بدل أن تظل صامتة، لترجعنا قليلًا إلى الوراء ونرى الحقيقة الصحيحة لوجودها بيننا.
لم أكن أؤمن يومًا بدور الأحزاب، ولم أتوقع يومًا أن يأتي اليوم الذي أنتمي فيه إلى حزب، إلا أن الدقائق والأيام كانت كفيلة بإعادة رسم إيماني الصحيح بدورها، وقادرة على تصحيح مفهومي حول الأحزاب، وجعلتني أؤمن بدورها الحقيقي وأهميتها في خدمة الوطن.
الكثيرون يتحدثون عن أن العشائر أكبر من الأحزاب، إلا أننا اليوم يجب أن ندرك أن الأحزاب وُجدت نتيجة وجود العشائر الأردنية، وأن كثيرًا من أعضائها يجمعون بين طابعهم العشائري وروحهم الحزبية المبنية على حب الوطن وترسيخ الولاء والانتماء لأرضه التي احتضنتنا وولدنا عليها. ويظهر ذلك من خلال مشاركتهم الفعّالة في المجتمع، دون السعي وراء تحقيق مصالح شخصية أو مادية. والجميع يعلم أن الأحزاب لم تكن يومًا تدفع لأعضائها أي مقابل، بل إن العضو هو من يدفع اشتراكه السنوي، ليبقى الحزب الحاضن الحقيقي الذي منحه المكانة وجعل منه عضوًا فعّالًا قادرًا على خدمة الوطن كما خدمه غيره من قبله.
الميثاق اليوم حمل من اسمه الوسيم أسمى المعاني، وحمل العهد والوفاء والمعادن الثمينة التي يتحلى بها الأردنيون، حمل رسالته بحكمة واقتدار، وحمل الإخلاص لمؤسساته وللأسرة الهاشمية التي علمتنا أن نعمل لأجل الوطن بكل صدق وأمانة، ليحمل أعضاؤه وقيادته الحزبية تلك الرسالة الأصيلة التي جعلتنا نعيد التفكير بوجود الأحزاب السياسية على أرض الوطن، والتي أصبحنا ننظر إليها اليوم كركيزة حقيقية للوطن لا كأحزاب مزيفة.
من خلال برامجه التي تعنى بالعديد من الشؤون، والتي تسهم في صياغة نسيج متين حقيقي قادر على إعادة هيكلة دور الأحزاب ورسم الطريق أمام أبناء الوطن ليكونوا الركيزة الأساسية التي يراهن عليها الوطن، والأساس القادر على بناء فكر سياسي واعٍ بين أطيافه المختلفة.
بعد أن كانت الأحزاب في الماضي طريقًا يتجنبه الجميع لأسباب عدة، إلا أن اليوم أصبحت الأحزاب منصة تفاعلية دامجة للفكر السياسي السلمي الذي يتطلبه الوطن في وقتنا الحالي. ونحن نقدر صدقًا دعم مؤسسات التعليم العالي لمبدأ الأحزاب، ودور الهيئة المستقلة للانتخابات التي تحث الطلبة على الاندماج في الحياة السياسية من خلال برنامج "أنا أشارك"، الذي بدأ يظهر نتائج نجاحه على مر السنوات الماضية.
حمل الشعار الذي كان قادرًا أن يجعل منه حقيقة: "ميثاق بيننا.. عهد علينا"، وكان قادرًا على توثيق تفاصيل مشاركته الهادفة، التي تحث الجميع على العمل وفق ذلك الميثاق لأجل بناء أردن قوي وجيل قيادي قادر على مواجهة التحديات التي تواجه الوطن بحنكة، السياسة ربما ليست بالأمر السهل كما يتوقع الجميع، إلا أنه استطاع أن يجعل منها طريقًا يستطيع الجميع سلوكه دون صعوبات، وأن يبني منظومة متكاملة، ويجمع بين أيديهم العديد من الشباب من مختلف الفئات العمرية والمؤهلات العلمية، الذين يسعون لتنمية دورهم الحقيقي في مختلف المجالات التي يضمها الحزب من خلال اللجان الفرعية التابعة له.
واستطاع الحزب في وقت قصير أن يصنع قوته، وأن يفرز العديد من المقاعد النيابية، كما تبنى العديد من القرارات الجريئة التي تخدم الوطن وأبنائه، من خلال لجنته النيابية التي تعمل ليل نهار لنقل مبادئ الحزب وصدق رسالته والقيم التي اجتمع عليها أعضاؤه، لتظهر للجميع بأبهى الصور، وآخر هذه الإنجازات كان التوافق على ترشيح سعادة النائب الباشا مازن القاضي رئيسًا لمجلس النواب للدورة الثانية، بعد أن كان يرأسه سعادة النائب أحمد الصفدي في الدورة الأولى.
ولم يكن هذا التوافق إلا رسالة واضحة على أن حزب الميثاق اليوم لم يُعد مجرد حزب، بل مؤسسة وطنية رديفة لأي مؤسسة أخرى، همها الأول مصلحة الوطن، وقد أصبح قادرًا على نقل أجمل الصور عن العمل السياسي من خلال تكثيف نشاطاته في مختلف أنحاء المملكة.
بعد قناعتي الشخصية بمبادئ الحزب وصدق رسالته والقيم الأخلاقية التي يحملها قيادته وأعضاؤه، وتحقيقًا لرؤى سيد البلاد، جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله ورعاه، الذي يولي الأحزاب السياسية اهتمامًا كبيرًا ويعمل على تمكينها وتعزيز دورها كجزء أساسي من عملية الإصلاح الشاملة في الأردن، يرى جلالته ضرورة إحياء الحياة الحزبية لتمكينها من المساهمة في صنع القرار وتطوير البرامج السياسية، كما يؤكد على ضرورة أن تكون الأحزاب وطنية، تحترم سيادة القانون، وتعزز دور الشباب والمرأة في العمل السياسي، بما يسهم في بناء حكومات برلمانية فعّالة.
أعلن انضمامي إلى حزب الميثاق الوطني لأحمل جزءًا من رسالته التي رسخها لأجل الشباب، ولأكون عونًا لهذا الوطن العزيز برفقة زملائي في الحزب، حاملين العهد والانتماء نحو مستقبل واعد.
وأتقدّم بخالص الشكر والتقدير لقيادة الحزب التي منحتني ثقتها للانضمام إلى هذا الحزب، فوجودي بين هذه النخبة الوطنية شرف أعتزّ به ومسؤولية أضعها نُصب عيني، آملاً أن أكون عند حسن الظنّ وأن أُسهم بما أستطيع في تحقيق أهداف الحزب وخدمة الوطن.