facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قلق الملك وثقة الشعب: معادلة القوة الأردنية


نادر المناصير
27-10-2025 11:17 AM

في واحدة من أكثر اللحظات المؤثرة في خطابه أمام مجلس الأمة العشرين، خلال افتتاح الدورة العادية الثانية، عبر جلالة الملك عبد الله الثاني عن مشاعره بصدق قائلا:

“يتساءل بعضكم: كيف يشعر الملك؟ أيقلق الملك؟

نعم، يقلق الملك، لكنه لا يخاف إلا الله… ولا يهاب شيئا وفي ظهره أردني.”

هذه الكلمات جاءت لتجسد نداء صادقا نحو تحمل المسؤولية المشتركة، وأن القلق مشروع، لكن لا مكان للخوف ما دام أبناء الشعب يقفون خلف وطنهم وملكهم بثبات وإيمان، وبينت جوهر علاقة الأردن بين القيادة والمواطنين، علاقة مبنية على الثقة المتبادلة والمرونة والمسؤولية المشتركة.

في التواصل السياسي، تندر مثل هذه اللحظات، عندما يتحدث القائد مع أبناء شعبه، لا إليه. باعترافه بالقلق، مع إعلانه الثقة بالله عز وجل وبالأردنيين.

في ظل الضغوط الاقتصادية وعدم الاستقرار الإقليمي، عكس اعتراف الملك بهمومه الشخصية مخاوف الأردنيين العاديين، بينما أكدت ثقته في ولائهم ووحدتهم التضامن الوطني.

كلمات الملك أيضا حملت رسالة أعمق حول الشجاعة الجماعية.
بقوله إنه لا يخشى شيئا "عندما يقف الأردني خلفه"، ذكّر الملك الأمة بأن استقرار الأردن وقوته لا ينبعان من القوة المادية، بل من وحدة شعبه وإيمانه وصموده.

كان ذلك بمثابة طمأنينة ودعوة للعمل في آنٍ واحد بأن لكل مواطن دوره في حماية الوطن ودفع عجلة الإصلاح.

يكتسب سياق هذه الرسالة أهمية خاصة اليوم، حيث يواجه الأردنيون واقعا اقتصاديا صعبا، من البطالة إلى ارتفاع تكاليف المعيشة، ويراقبون عن كثب ما تواجهه المنطقة من حرب وغموض. ومع ذلك، ورغم هذه التحديات، رسمت كلمات الملك صورة أمل متجذرة في الشخصية الوطنية، الإيمان بأن صمود الأردن عبر التاريخ ليس محض صدفة، بل هو نتيجة إرادة جماعية وقوة معنوية.

من خلال هذا السطر، ذكر الملك عبد الله الثاني الجميع بأن القيادة لا تنفصل عن نضالات الشعب، وأن القلق فطري، لكن الخوف يُقهر عندما تتكاتف الأمة.

إن هذه الوحدة بين الملك الذي يخدم والشعب الذي يؤمن، هي التي تستمر في تحديد قصة الأردن المتمثلة في الاستقرار والفخر في منطقة مضطربة.

كيف يجب أن يتلقى الأردنيون هذه الرسالة، بأن يقفوا صفا واحدا خلف وطنهم وقيادتهم، وأن يترجموا انتماءهم بالأفعال لا بالأقوال، وأن يؤمنوا بأن قوة الأردن تكمن في وحدة أبنائه وإخلاصهم. إنها دعوة لأن يكون كل أردني جزءا من الحل، وشريكا في مواجهة التحديات وبناء المستقبل بثبات وعزيمة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :