facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الجامعة محرك للابتكار الوطني


رمزي الغزوي
29-10-2025 12:20 AM

مع زمن تتسارع فيه المعارف وتتباطأ الحكمة وتتوقف أحيانا، تظل الجامعة هي الحالة التي تقرر شكل المستقبل. ليست بنايات ولا قاعات أو واجهات ووجاهات ومنافع آنية، بل مختبر للعقل يصوغ الوعي ويصقل الموهبة ويعلي من شأن الحياة. فالأصل فيمن يدخلها ألا يتعلم كيف يردد أو يجيب، بل كيف يسأل. السؤال مفتاح. فالتعليم الجامعي الحقيقي عملية تحول الفضول إلى منهج، والعمل إلى التزام. وحين يغيب هذا الشيء سنحصي خريجين يحملون أوراقا مزخرفة لا أرواحا مؤهلة لتحمل مسؤولية مجتمع.

في البدء نريد جامعات تعتني بالجوهر قبل المظهر، أساسها الفكر النقدي، الحرية الأكاديمية، القدرة على التعاون، والإنتاج المشترك. المسألة ليست توزيع موارد إنما رؤية إنسانية تحدّد طبيعة الإنسان الذي نريد. فهل نطمح إلى شاب يكرر القديم، أم إلى آخر يصنع الممكن؟ هذا السؤال كفيل بتحديد السياسات والمناهج والمؤسسات.

العلاقة بين الجامعة والمجتمع يجب ألا تبقى مسألة توظيف ضيقة. الجامعة ينبغي أن تكون فضاء للأفكار وبيت خبرة ومركزا لتخطيط المستقبل العلمي. وحين تربط مخرجات البحث العلمي في تلك الجامعة بحاجات الصناعة ضمن منظومة أولويات مدروسة لذلك البحث سيتحول الطالب من متلق إلى منتج، ومن حافظ أو باصم للمعلومات إلى شريك في الاقتصاد المعرفي. حينئذ، لا تكون الشهادة غاية، بل وسيلة للمشاركة في بناء وطن واع بعقله قبل ماله.

سأقف قليلا عن ركائز الجامعة الحديثة الثلاثية المترابطة، أولها البحث العلمي الملتزم بالمصلحة العامة، لا بالسعي وراء الشهرة أو أن يبقى في دائرة الترقية الوظيفية لأساتذة الجامعة، وثانيها التدريب المهني والتقني الذي يربط التعليم بسوق العمل دون أن يختزل العلم في تأهيل تشغيلي، وثالثها البنية الرقمية التي توحد الموارد وتفتح أبواب التعلم للجميع بكلفة أقل وفاعلية أكبر.

وعندما تجتمع تلك الركائز، يولد نظام تعليمي متماسك يوحّد الفرد بالمجتمع والدولة بخيط متين من الفهم والمسؤولية.

من جانب آخر لا تنجح أي سياسة تعليمية تبقى بعيدة عن قيم المجتمع وثقافته. الجامعة مصنع تتلاقى فيه الخبرات، وتتولد فيه المشروعات، وتتحول فيه الأفكار إلى سياسات قابلة للحياة. أعرف أن المسار ليس سهلا، ولا يخضع لوصفات جاهزة، لكنه بالمحصلة يبدأ من قناعة واحدة مفادها أن العلم ليس امتيازا بقدر ما هو طاقة مشتركة تبنى وتوزع.

فهل نتمهل لنقرأ موقفنا من الجامعة ونراجعها؟ أم نستسلم لما هو قائم وكأنه قدر محتوم؟ ففي البال والحلم ألا نرضى بأقل من جامعة تكون محركا للابتكار الوطني تصنع عقولا قادرة على التغيير والتحمل والإبداع.

"الدستور"





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :