facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مصر .. متحف العالم


فيصل سلايطة
01-11-2025 09:35 AM

تقف مصر اليوم شامخة وهي تفتح أبواب أحد أعظم متاحف التاريخ الإنساني، صرحٌ يليق بمهد الحضارات وبلد الشمس والخلود. إن افتتاح المتحف الكبير في مصر لا يمثل مجرد حدث ثقافي أو معماري، بل هو ولادة جديدة لروحٍ ظلت تنبض بالحضارة منذ آلاف السنين، وعودة فخمة لتاريخٍ لم يخفت بريقه يومًا.

منذ فجر التاريخ، كانت مصر مهدًا للعلم والفن والفكر. على أرضها كتبت أولى فصول الإنسانية، ونُقشت الحروف الأولى على جدران المعابد، وتجلّت في تماثيلها دقّة لا يضاهيها نحات، وفي معمارها هندسة تسبق زمنها بقرون. الأهرامات، المعابد، المقابر، والنقوش التي تصف رحلة الروح في العالم الآخر، كلها شواهد على عبقرية المصري القديم الذي لم يصنع فقط حضارةً مادية، بل أرسى فلسفةً للوجود ما زالت تثير دهشة العلماء والمفكرين.

وها هي مصر اليوم تواصل حوارها العريق مع الزمن.
بافتتاح المتحف المصري الكبير، تُثبت للعالم أن الحضارة ليست مجرد ماضٍ نتغنّى به، بل مشروع مستمرّ للتجدد والنهضة. يمتدّ المتحف على مساحة هائلة قرب الأهرامات، ويضمّ آلاف القطع الأثرية التي تُعرض لأول مرة، منها كنوز الملك توت عنخ آمون التي أبهرت العالم منذ اكتشافها قبل قرن. كل ركن من المتحف يحكي قصة الإنسان الذي بنى وفكر، وترك بصمته على وجه الزمن.

لكن الإنجاز لا يتوقف عند حدود التاريخ المعروض داخل الجدران، بل يتجلى أيضًا في مصر الحديثة التي تسابق الزمن في بناء البنى التحتية العملاقة: طرق وجسور ومدن جديدة، شبكة مواصلات تربط الحاضر بالمستقبل، ونهضة عمرانية تُعيد تشكيل وجه البلاد بروحٍ طموحة تتطلع إلى الغد.

لقد تحوّل هذا المتحف إلى أكثر من وجهة سياحية، إنه رسالة.
رسالة تقول إن مصر قادرة على الجمع بين الأصالة والمعاصرة، بين ماضيٍ مجيد ومستقبلٍ واعد. رسالة إلى كل عربي ليشعر بالفخر، لأن مجد مصر هو مجد الأمة كلها، وتاريخها هو الركيزة التي قامت عليها الحضارة العربية والإنسانية جمعاء.

إن افتتاح المتحف المصري الكبير ليس مجرد احتفاء بالماضي، بل هو تأكيد على أن الأمم التي تحترم تاريخها هي وحدها القادرة على صناعة المستقبل. ومصر اليوم تقدم للعالم درسًا في الوفاء للجذور، وفي الإصرار على أن تكون منارةً للتاريخ والفن والحياة....اليوم علينا أن نشاهد ، ننبهر ، ندعم ، نثني ، نرى ملوك و رؤساء العالم في حضن مصر...التي لطالما كانت وطن الابهار !

مصر، التي كانت وستبقى... متحف العالم، وروح الحضارة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :