مازن القاضي مع الوطن الحبيب من الشباب إلى المشيب
أحمد الحوراني
01-11-2025 08:44 PM
قُدِّر لابن الوطن الأشم الباشا مازن القاضي المنتخب (توافقيًا) وللتوّ رئيسًا لمجلس النواب العشرين في دورته الثانية، أن يواجه انتقادًا مُبكِّرًا على خلفية تصريح أدلى به بكل ما عُرف عنه من مكاشفة ووضوح وصراحة في التعبير عن صدق انتمائه وولاءه للعرش الهاشمي المُفدّى، والذين راحوا يُلوّحون بعصا الانتقاد لأبي يزيد يعلمون أكثر من غيرهم ما يتمتع به الرجل من مزايا ظلّت على امتداد عقود خدمته الطويلة للوطن عبر نوافذ عدة كان أبرزها الأمن العام ووزارة الداخلية ومجلس النواب، هي الهاجس الذي يتحرك في إطاره الواسع موظِّفًا ما تجمّع لديه من خبرات ومعرفة في سبيل إسناد جهود تحقيق التنمية المستدامة في الأردن العزيز وبالوجهة التي يتطلع إليها قائد الوطن ربّان مشروع التحديث السياسي بأبعاده الثلاثة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
(أن يكون الجميع في خندق الوطن، وإن الوحدة الوطنية هي إحدى المقومات الأساسية التي تعطي الوطن القوة وتمنحه المنعة، وتحول دون التفتيت والاختراق، وإن الأردن هو الوطن الذي يجسّد مفهوم الأسرة الواحدة المتلاحمة في السراء والضراء، وأن الجميع فيه شركاء في العمل والبناء وحماية الوطن والالتزام بمصالحه، وأن الانتماء الحقيقي الصادق للأردن وترجمة هذا الانتماء إلى عمل وأداء للواجبات، هو مقياس المواطنة الصالحة) كُلّ ذلك وأكثر هو لعمري ما قصده مازن باشا القاضي في تصريحه الذي أراد من خلاله إيصال مضامين ودلالات المعاني التي أشرت إليها أعلاه، والتي أفاض الرجل في التأكيد عليها عبر اتصال هاتفي جرى بيننا لتقديم واجب التهنئة له بالموقع الجديد الذي استهلّه بنهج مختلف وبخطوات عملية ذهب بها بعيدًا في رؤيته الثاقبة عندما قرر فتح مكتب الرئيس أمام النواب جميعًا دون تمييز فضلًا عن الغاء مظاهر الفصل الإداري داخل المجلس، وما ذلك إلا سعيًا منه في إنفاذ توجيهات جلالة الملك وإيمانه برسالة مجلس النواب المقدسة وما ينهض به من مسؤولية وطنية جليلة باعتباره رمز لإرادة الشعب الأردني الحرة، و معقل مسيرتنا الديمقراطية وحماها المصون ومنارة الحرية واحترام حقوق الإنسان.
مازن القاضي، نموذج أردني مُحلّق في آفاق وطنية عربية قومية مترامية الأبعاد، وفلاح وبدوي مخضرم في المنهج والسمات، وإذا ما توقفنا على خِصال الرجل التي لا يختلف عليها اثنان، تداعت أمامنا سيمفونية الوطن بألحانها وألوانها "عمان، وإربد، والمفرق، والكرك، والطفيلة، والزرقاء، ومعان، ومادبا، وجرش، وعجلون، والبلقاء، وكل مدينة وقرية ومخيم وبادية وعزوة أردنية أصيلة" وعندما أكتب عن مثل هذا الوطني النبيل فإنما نستذكر رجلًا قدم وأعطى وأوفى، وذلك لا يعني أنه تمجيد أو لأجل حصد المكاسب أبدا بل كونني انحاز للحق والحق هنا يقال في أبي يزيد الإنسان الذي عاهد الملك فأوفى وزرع الحب فيحصد، وقدم الكثير ولا زال يقدم، واقل ما نقدمه له ويكافئ به كلمات متواضعة من الشكر والتقدير والعرفان على ما بذل من جهد مخلص وما هو القادم في المستقبل القريب من نافذة مجلس النواب لا محالة.
إن ظلم الناس رذيلة تستدعي الخجل، ومساحات النقد المباح لرجال الفكر والسياسة مشرعة في كل حدبٍ وصوب بشرط استنادها إلى حقائق راسخة، وفهم يتجاوز نوايا الاغتيال والوقيعة والردح بعيدًا عن قيمنا الوطنية الأصيلة القائمة على الحوار والمشورة والتناصح. كما أن تصفية الحسابات سلوك مقيت يأبى الوصف عندما ينتقل الحوار من مساحات الحقيقة إلى ظلمة الوقيعة ومحاولات الإقصاء، ولكل ما سبق فإننا نشعر بالخجل من كل ردِّ فعلٍ غير مدروس أو مقصود منه النيل من رجل دولة لا يُشقَّ له غُبار بحجم مازن تركي القاضي الذي حُقَّ له أن يقال فيه بأنه درع من دروع الوطن وما زادته الحياة إلا قوه في كل المواقف وأنه خير من يعرف إن الأردن يتسع للجميع بلا استثناء.
مازن القاضي رجل دولة وموضع ثقة الملك، ويستحق منا أن نُعلي الصوت في الدفاع عنه حقًّا لا زورًا، ولقد كان دوماً مثالًا حيًا لقبول الرأي الآخر، ولم يكن إقصائيًا أو رافضًا للآخر بل قدم خدمات جليلة واستثنائية للوطن، وهو منارة فكر وحكمة وحلم، وأحد روَّاد الإنجاز الوطني الخالد في الإدارة الحصيفة للعمل البرلماني الرَّصين بكل ما تميّز به عن الكثير من أقرانه بكبرياء جبل، تواضعًا ووطنية مُزجت بالصراحة والحكمة والإخلاص، فعلى بركة الله معالي الباشا أبو يزيد.