facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العقل والمنهج في مواجهة القرارات الصعبة


لانا ارناؤوط
02-11-2025 09:21 AM

في كتابهما "اتخاذ القرارات الصعبة"، عرض الكاتبان "كلمن" و"ريلي" العناصر الأساسية لمشكلات اتخاذ القرار وتركز على كيفية التفكير المنهجي عند مواجهة القرارات المعقدة في الحياة أو العمل.يبدأ الفصل بسؤال جوهري: كيف نبدأ عندما نواجه مشكلة معقدة؟ والإجابة تكمن في تحديد أربعة عناصر رئيسية تشكل أي مشكلة قرار، وهي القيم والأهداف، القرارات الواجب اتخاذها، الأحداث غير المؤكدة، والنتائج.

أولاً: القيم والأهداف.

الأهداف هي ما يسعى الإنسان إلى تحقيقه، مثل نجاح المزارع في الحصاد أو رغبة المستثمر في كسب المال أما القيم فهي مجموعة الأهداف التي يقدّرها الشخص وتشكل أساس قراراته ، كثيرًا ما يكون الهدف المالي وسيلة لتحقيق أهداف أعمق، مثل العيش براحة أو تأمين المستقبل. من المهم فهم الأهداف الجوهرية لأنها تحدد طبيعة المشكلة والبدائل الممكنة على سبيل المثال، إذا كان الهدف هو الانتقال من مكان إلى آخر براحة، فقد تختلف الخيارات بين سيارة خاصة أو وسائل النقل العام أو حتى دراجة نارية، ويتغير القرار تبعًا لما يراه الشخص أكثر راحة أو مناسبة.

ثانيًا: القرارات الواجب اتخاذها.

كل قرار يتطلب اختيارًا محددًا في لحظة معينة، وقد تكون القرارات متتابعة بحيث يعتمد القرار اللاحق على نتائج سابقة أو على أحداث لم تتضح بعد أحيانًا يمكن تأجيل القرار إلى حين توفر معلومات أفضل، أو اتخاذ قرار جزئي يُبقي الباب مفتوحًا لتعديله لاحقًا من المهم النظر إلى تسلسل القرارات لأن ترتيبها الزمني يؤثر في النتيجة النهائية فقرار الاستثمار الآن مثلًا قد يختلف جذريًا إذا علم الشخص أن هناك تطورات اقتصادية قريبة.

ثالثًا: الأحداث غير المؤكدة.

معظم القرارات تتم في ظل الغموض، لأن النتائج تعتمد على عوامل لا يمكن التنبؤ بها بدقة، مثل حالة الطقس أو تحركات السوق أو ردود فعل الناس، وقد تكون هذه الأحداث ذات نتائج محددة (منفصلة) أو متدرجة ضمن نطاق من القيم (مستمرة) ومع تزايد عدد هذه الأحداث، تزداد صعوبة القرار ، كما أن توقيت معرفة المعلومات له أثر مهم؛ فبعض الأحداث قد تتضح قبل اتخاذ القرار، بينما يبقى بعضها مجهولًا حتى بعد التنفيذ.

رابعًا: النتائج والعواقب.

لكل قرار نتائج ملموسة يمكن قياسها بعدة طرق، مثل الأرباح، أو الخسائر، أو الأضرار البيئية ،أو المخاطر الصحية وغالبًا ما يتعين الموازنة بين هذه النتائج، كأن يُضحي الشخص ببعض الربح لتقليل الضرر البيئي أو لحماية صحة الناس هذا التوازن بين القيم المختلفة هو جوهر عملية اتخاذ القرار الرشيد.

قضية خاصة: قيمة الزمن في المال.

يشير الكتاب إلى مفهوم اقتصادي مهم وهو "قيمة الوقت بالنسبة للمال"، أي أن قيمة المبلغ تتغير حسب الزمن ، فالمئة دولار اليوم تساوي أكثر من المئة دولار بعد عام لأن المال يمكن استثماره وتحقيق عائد منه لذلك يجب تحويل القيم المستقبلية إلى ما يعادلها في الوقت الحاضر قبل المقارنة بين البدائل هذه الفكرة تُستخدم في تقييم المشاريع والاستثمارات، وتساعد في المفاضلة بين أرباح حالية وأخرى مؤجلة.

في الختام يرى المؤلفان أن اتخاذ القرار الجيد لا يعتمد على الحدس أو العاطفة فقط، بل على منهج علمي يبدأ بفهم القيم والأهداف، وتحليل البدائل المتاحة، وتقدير المخاطر، ومقارنة النتائج وفق معايير منطقية فحين يتمكن الإنسان من تنظيم تفكيره بهذه الطريقة، يصبح قادرًا على التعامل مع أكثر القضايا تعقيدًا بوضوح وموضوعية، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو شخصية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :