في يومٍ وطنيٍّ مهيب، ازدانت الكرك بقدوم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه، زيارة حملت الخير والأمل، ومضت كرسالةٍ جديدة من رسائل العمل الميداني والعطاء المتجدد، فالكرك التي عُرفت بتاريخها، وبشعبها الوفي، فتحت ذراعيها لقائد الوطن الذي لا يزور منطقة إلا ويترك فيها أثرًا من التنمية والبناء.

من أبرز المشاريع التي حملتها الزيارة الملكية، مشروع تلفريك قلعة الكرك، هذا المشروع السياحي الفريد الذي يربط بين سحر التاريخ وروعة الطبيعة.

فهو ليس مجرد وسيلة نقلٍ معلّقة بين منطقتين، بل جسر رمزي بين الماضي والحاضر، يتيح للزائر رؤية الكرك من علوٍّ شامخٍ كما يليق بمدينةٍ قاومت الغزاة، وحافظت على مجدها عبر السنين.

إن هذا المشروع سيعزّز مكانة الكرك على خارطة السياحة الأردنية والعربية، وسيوفر فرص عملٍ لأبناء المحافظة، ويفتح آفاقًا جديدة للاستثمار في الضيافة والخدمات والسياحة التراثية.

وفي خطوةٍ تُجسّد إيمان جلالته بالشباب ودورهم في بناء المستقبل، جاءت مدينة الأمير فيصل للشباب لتكون واحةً للنشاط والحيوية، ومنارةً تُخرّج جيلاً مؤمناً بقدراته، معتزًا بهويته الوطنية.

فهي ليست مجرد منشأة رياضية، بل فضاء تربوي وثقافي واجتماعي يجمع بين اللياقة والعقل والانتماء، ويعكس رؤية القيادة الهاشمية بأن الشباب هم العمود الفقري لبناء الوطن ونهضته.

أما في الجانب الإقتصادي، فقد افتتح مصنعًا جديدًا يشكل نقلة نوعية في دعم الاقتصاد المحلي.

هذا المشروع الإنتاجي يؤكد حرص جلالته على تحويل المحافظات إلى بؤر تنموية حقيقية لا تكتفي بالانتظار، بل تصنع فرصها بأيدي أبنائها.

فالمصنع الجديد سيوفر فرص عمل لأبناء الكرك وخصوصا القرى، ويدعم عجلة الإنتاج الوطني، ويعزز روح الاعتماد على الذات التي طالما دعا إليها جلالته في خطبه ورؤاه.

زيارة جلالة الملك إلى الكرك لم تكن زيارة رسمية فحسب، بل كانت رسالة محبة من القائد لشعبه.

فكلماته الدافئة، ولقاءه بأبناء المحافظة، تعكس نهج القيادة الهاشمية القائم على التواصل المباشر، والاستماع، والمشاركة في صنع القرار التنموي على أرض الواقع.

ولأن الكرك كانت دائمًا “عاصمة الوفاء والشموخ”، فقد ردّت التحية بقلوبٍ مفعمة بالحب والانتماء، مجددة العهد لجلالته بالسير خلفه في طريق البناء والإصلاح.

هكذا كانت الزيارة الملكية إلى الكرك رسالة وفاءٍ وإنجازٍ وأمل، تُعيد التأكيد أن التنمية ليست شعارات، بل أفعالٌ تتحقق على الأرض بإرادة القيادة وعزيمة الشعب.

فالكرك اليوم تزهو بتلفريكها الجديد، وتنبض بالحياة في مدينة شبابها، وتفخر بمصنعٍ يفتح أبواب الرزق لأبنائها.

وبين قلعةٍ تروي مجد الأجداد، ومشاريع تُبشّر بمستقبل الأبناء، تبقى الكرك كما أرادها جلالة الملك: رمز العزّ والتاريخ، ومنارة التنمية والكرامة الأردنية.