المـلك اختار التواضع نهجًا فأكرمه الله بمحبة الناس
أحمد الحوراني
05-11-2025 01:31 PM
امتياز هاشمي خاص لا ينافسنا فيه أحد من حولنا ونعيد معه القول بأن هذا الوطن يسير نحو بر الأمان ويمضي قُدُماً على الطريق الصحيح طالما أن بين ظهرانينا قائد برهنت الأيام والحوادث أنه الأقرب لنبض الناس وأنه لا يقيم بينه وبين العامة كما الخاصة أية حواجز تحجبه عنهم لأن ذروة سعادته أن يكون مع الناس وبين الناس.
أول من أمس كان جلالة الملك عبدالله الثاني متجوّلًا في وسط البلد في عمان، وظهر مع الناس وبينهم بابتسامته التي لا تفارق مُحيّاه وبكل ما عُرف عنه من تواضع ورغبة في لقاء الناس والحوار معهم والحديث إليهم بعفويته التي كان وما زال متفرّدًا فيها عن سواه، ومما لا ريب إن القادة في حياة الأمم يتعددون، ولكن القلة القليلة هي التي تحفر بصماتها في ذاكرة الشعوب، وتحتل مكانها العميق في القلوب حباً وامتناناً وتقديراً. ولغة القلب والإنسانية كانت هي المفتاح الذي دخل به الملك عبدالله إلى قلوب الجميع، وكل من اقترب من هذا الزعيم الإنسان وجده بحرًا في التواضع والتعامل الإنساني التلقائي، وأُفقاً ممتداً في البساطة والأريحية والإقبال على الناس. يفعل ذلك بسجية هي طبع أصيل في مكونه النفسي، ويعطي من روحه الشفافة أبعاداً عميقة من الحب والدفء الإنساني.
قلنا ذات مرة وفي معرض الإجابة على سؤال، لماذا نحب الملك، وأجبنا بأننا نحبه لأنه من القادة الذين يترجمون بأفعالهم أقوالهم، ويحرصون على التخفيف عن أبناء، ويشدّون من أزرهم وعزيمتهم، وأننا نحبه لأنه خير أنموذج يُحتذى به في الحكمة والقيادة والإدارة والإيثار والتواضع، ولأنه يمتثل قول سيدنا الشافعي" أرفع الناس قدراً من لا يرى قدره" وكيف يرى الملك نفسه فوق الناس ووالده الحسين وجدّه المصطفى عليه السلام.
وقلنا أننا نحب الملك لأنه هو من يفرض علينا حبه ويغرسه في قلوبنا فيقع بداخل وأعماق كلٌّ منا بمنزلة لا يدانيه فيها أحد وبمكانة بينها وبين ما سواه كما بين السماء والأرض لتصبح صورته في ذهن كل أردني رجلاً وامرأةً وطفلا وشابا اقرب من سواد العين إلى بياضها ...فأي ملك هذا وأي إنسان ينحني أمام طفل ليأخذ معه صورة سيلفي ثم يحتضن امرأة بلغت من العمر مبلغا فتأبى إلا أن تضع قبلة على جبين جلالته كأنه ..حفظه الله..ابنا لها.
للرجال مواقف، وللزعماء مواقف، وللشرفاء مواقف، ولعبد الله الثاني ابن الحسين مواقف، فهو الذي جمع في صفاته وأخلاقه وروحه الإنسانية العالية جميع مواقف الرجال والزعماء، فكانت مواقفه وما تزال مشرفة في كل اتجاه، فهو الكريم، عظيم الجود، وهو الملك المتواضع السريع في نجدته، والغيور في مشهده وغيبته.
لذلك فإننا نحبه كما تحب الزهرة الندى والنعمة المدى والنهر ماءه الذي تعودا.