فوز ممداني اختراق للبيث الابيض يهز تل ابيب
د.محمد البدور
06-11-2025 01:43 PM
يُعدّ فوز الشاب المسلم زهران ممداني بمنصب عمدة مدينة نيويورك، مسقط رأس الرئيس الأمريكي ترامب وقلعة الإعلام والمال اليهودية والمؤيدين لإسرائيل، صفعة مدوية لعنجهية ترامب وغرور إسرائيل، وكسرًا للعظم الصهيوني. فهذه المدينة ظلّت عبر تاريخها معقلاً لثقل النفوذ الإسرائيلي العالمي خارج إسرائيل، الأمر الذي جعل من فوز ممداني اختراقًا لبوابة البيت الأبيض وهزة لكيان تل أبيب. ولطالما أعلن ممداني صراحة معارضته لإسرائيل ورفضه لسياستها الاستيطانية ودعمه للفلسطينيين ٠
ماذا يعني فوز الشاب زهران ممداني من الحزب الديمقراطي والتيار التقدمي الاشتراكي، وحامل شعار: "فلسطين حرة من البحر إلى النهر"؟
إن فوز زهران ممداني يشير إلى وجود تحوّل في الرأي العام الأمريكي، فقد تمكّن صاحب هذا الشعار من تحقيق دعم جماهيري فاق تأثير ماكينة الإعلام الصهيونية ولوبي عمالقة المال والأعمال الداعمين لإسرائيل في هذه المدينة العملاقة. وهذا يعني أن الوعي الجماهيري الأمريكي قد تغيّر، ولم يعد يُشترى بالمال السياسي إلى الأبد، ولم يعد يتأثر بالتضليل الإعلامي الذي ظل الدوام حاشدا الدعم لإسرائيل.
كما يدلّ هذا الفوز على أن الأمريكيين قد استفاقوا على حقيقة أن إسرائيل دولة تمارس الإجرام، وأن الفلسطينيين أصحاب حقوق مهضومة لا بد أن ينتصر لها الضمير الإنساني، الأمريكي والعالمي معًا.
وفي فوز ممداني أيضًا دلالات على أن السياسيين الأمريكيين التقليديين قد شاخوا وهرموا، وأن الجيل الجديد قادم لا محالة، وهذا ينذر ساسة البيت الأبيض وتل أبيب بأن السنوات القادمة ستشهد تحوّلًا فكريًا في العقلية السياسية التي جمعت بينهما طويلًا على عدوانية العرب والمسلمين وانتهاك حقوق الفلسطينيين.
نعم، إن فوز ممداني، الشاب المسلم المهاجر إلى أمريكا، والذي حصل على الجنسية الأمريكية حديثًا في عام 2018، يُعدّ مرآة تعكس أن الإرادة الشعبية الأمريكية تمتلك رؤية سياسية وإنسانية وفكرية جديدة، تشير مؤشراتُها إلى أن زمنًا سيأتي تتغيّر فيه الفلسفة التاريخية التقليدية للبيت الأبيض الداعمة للصهيونية وللاستبداد الإسرائيلي في فلسطين.