مشهد جديد يروي قصة إنجاز وإصرار

في مشهد مفعم بالحماس والفخر، احتضن اتحاد المصارعة الأردني بطولة محلية تكريمًا لروح الدكتور الراحل زيد الحباشنة، أحد رموز اللعبة في الأردن لم يكن الحدث مجرد منافسة رياضية، بل لوحة وطنية تعبّر عن تطور لافت تشهده رياضة المصارعة، خاصة في جانبها النسوي.

على بساطين اثنين، أحدهما للذكور والآخر للإناث، تنافس اللاعبون واللاعبات في أجواء مميزة عكست حجم العمل الذي يجري خلف الكواليس مشهد وجود فتيات يتصارعن بثقة وعزيمة كان قبل سنوات قليلة أمرًا غير مألوف، لكنه اليوم أصبح واقعًا مشرقًا بفضل جهود مؤمنة برؤية واضحة نحو مستقبل متوازن في الرياضة الأردنية.

فمنذ نحو أربع سنوات فقط لم يكن لفريق السيدات وجود فعلي على ساحة المصارعة، أما اليوم، فقد أصبحت للأردن لاعبات مميزات يرفعن اسم الوطن في البطولات ويحققن إنجازات مشرفة وهذا النجاح شجّع الاتحاد على استقطاب المزيد من الفتيات الصغيرات لتدريبهن وتنشئتهن على القوة والثقة بالنفس، ليصبحن في المستقبل نجمات يواصلن مسيرة العطاء.

ولا يمكن الحديث عن هذا التطور دون الإشارة إلى المدربين الأكفاء الذين وقفوا خلف كل إنجاز، وإلى رئيس الاتحاد المهندس محمد العواملة الذي آمن بدور المرأة الرياضي وسعى جاهدًا لوضع المصارعة الأردنية في مصاف الألعاب الكبرى محليًا وعالميًا وقد تُوّجت هذه الجهود مؤخرًا بفوزه بجائزة شجاعة المصارعة لعام 2025 من المنظمة الأمريكية “صارعي كفتاة” تقديرًا لدعمه المتواصل وتطويره لهذه اللعبة.

أما المشهد الأجمل فكان في المدرجات، التي غصّت بالجماهير والأهالي والمشجعين ارتفعت الأصوات، وتفاعل الجميع بحماس كبير، في صورة لم تكن مألوفة في البطولات السابقة التي كانت تشهد حضورًا متواضعًا اليوم، باتت المصارعة الأردنية تحظى بجمهور عريض واهتمام متزايد يعكس الوعي المتنامي بأهمية الرياضة في بناء الأجيال.

بهذا المشهد، اتُثبت المصارعة الأردنية أن الإصرار يصنع المعجزات، وأن العمل الجاد، حتى وإن بدأ بخطوة صغيرة، قادر على أن يغيّر الصورة بأكملها.